على خطى القدماء المصريين، تسعى إيمي سلطان، لتوثيق الرقص المصري كتراث شعبي غير مادي في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة، من خلال معهدها الأكاديمي "تقسيم"، كأول فكرة من نوعها في الشرق الأوسط. وتقول إيمي سلطان، ل"الشروق": "الرقص الشرقي فن، وتراث، موجود لدينا منذ الحضارة الفرعونية، وكل الناس بتحب الرقص، السيدات المصريات تحب تعبر عن مشاعرها دائما بالرقص فهو جزء طبيعي من المجتمع المصري والتراث". درست إيمي سلطان، بكلية الهندسة قسم ديكور، لكنها اتجهت لمهنة الرقص الشرقي منذ 7 سنوات، ونجحت في حفر اسمها بمهارة وذكاء، وظلت لسنوات راقصة بالية كلاسيكية ثم قررت الاهتمام بالرقص الشرقي. ول"إيمي" طريقتها الخاصة في الرقص المستوحاة من فراشات الزمن الجميل ونجمات السينما أمثال: سامية جمال، تحية كاريوكا، ونعيمة عاكف، نجوى فؤاد، وسهير زكي وغيرهن، فهي تعشق العروض الاستعراضية. عن توثيق الرقص المصري، تقول إيمي في حوارها مع "الشروق"، إنها بدأت مشروع توثيق الرقص الشرقي بعدة مراحل منها إنشاء مؤسسة "طرب" لإحياء مفهوم الرقص المصري، وشركة إنتاج فني لإنتاج عروض استعراضية أبرزها عرض "العصر الذهبي للسينما" الذي تم عرضه في ختام الدورة السابقة لمهرجان الجونة، وأخيرًا معهد "تقسيم" لتعليم فنون الرقص المصري بطريقة أكاديمية وبشهادة معتمدة من المجلس الدولي للرقص التابع لمنظمة اليونسكو. وأوضحت إيمي، أنها ليس لها علاقة بمنظمة اليونسكو، فهي منظمة دولية تعمل مع الحكومات وليس الأفراد، فهي لديها مشروعين أحدهما إعداد ملف كامل لتقديمه للحكومة المصرية من أجل تسجيل الرقص الشرقي في اليونسكو، والآخر معهد أكاديمي لتعليم الرقص حصل على شهادة من المجلس الدولي للرقص التابع لليونسكو. وعن محتوى الدراسة في معهد "تقسيم" والفئات المستهدفة مجتمعيًا، توضح إيمي، أن الدراسة منقسمة إلى جزئين جزء غير ربحي يعتمد على تقديم منح لغير القادرين ومن يبدين استعدادهن للتعليم والممارسة فالمعهد يمنحهن الفرصة للتعلم مقابل اجتياز 150 ساعة تدريب، وجزء آخر ربحي يستهدف كل فئات المجتمع، وبالفعل لديها سفيرات وشخصيات دبلوماسية وأخرى عادية مهتمة بالدراسة الأكاديمية التي تعتمد على جزء نظري وآخر عملي، وفق قولها. ُتدّرس إيمي في معهدها "تقسيم" كل ما له علاقة بالرقص المصري، كرقص السواحل ومنطقة الدلتا، والصعيد وسيناء، وسيوة، والرقص الصوفي، وغيره من أنواع الرقص بكل المزيكا والإيقاعات المصرية والشرقية. ومن شروط الدراسة بالمعهد لاجتياز الشهادة المعتمدة من "المجلس الدولي للرقص"، أن يتم المتدرب 150 ساعة تدريب، وأن يحظر عليه امتهان الرقص في الكباريهات أو الملاهي الليلية، فهي تحضر المتدربات للرقص على المسارح لتأهيلهن للمشاركة في العروض الاستعراضية ولا سيما "العصر الذهبي للسينما" التي تعمل عليه حاليًا. وعن تغيير نظرة المجتمع تجاه الراقصات، تقول إيمي، إن الناس غير متقبلين شكل الرقص حاليا لأنهم يشاهدون مشاهد سينمائية سلبية عن الرقص تظهر فيها الراقصة دائمًا بجانب زجاجة خمر، أو مشهد للقتل أو مشهد لعلاقة مع تاجر مخدرات، وغيرها من المشاهد السلبية التي يجب تغيرها، فليس كل الناس لديها قدرة على مشاهدة الراقصات في الفنادق ال5 نجوم والمسارح الاستعراضية، لذا تأمل إيمي أن تغير نمط المجتمع تجاه الرقص الشرقي وتوثيقه كتراث شعبي مصري.