اتركوه!

ربما فات أوان القرار، وربما تجرى مفاوضات الآن بين الاتحاد النيجيري، وبين أحد المديرين الفنيين الذين رشحوا لتدريب المنتخب فى كأس العالم. وكان حسن شحاتة منهم.
وليس عيبا أن يكون ضمن المرشحين، خاصة أن الأسماء المطروحة من عمالقة التدريب فى العالم والبعض فى مصر يرى ذلك إهانة أو تقليلا من مكانة حسن شحاتة.
***
نحن نحتج دائما على نعرات العنصرية، ولكننا نمارس العنصرية بلا قصد وبلا فهم، حين نصنف كل ما هو مصرى وكل من هو مصرى بأنه فوق الجميع، نفعل ذلك فى السياسة وفى الرياضة وفى الاقتصاد.
فقد وضع الاتحاد النيجيرى حسن شحاتة مع الهولندى جوس هيدينك مدرب روسيا قبل الاستقالة، ولويس فان جال، مدرب بايرن ميونيخ، والفرنسى برونو ميتسو، مدرب قطر، وبيتر تايلور مدرب منتخب 21 عاما فى إنجلترا، والصربى راتومير داكوفيتش.. ولا أحد كان يستطيع أن يقرر للمدير الفنى لمنتخب مصر ماذا يفعل، سوى اتحاد الكرة أدبيا ووفقا لتعاقده مع حسن شحاتة..
لكنه كان من المقبول أن نعرض وجهات نظرنا، فقد تساعد شحاتة على اتخاذ القرار بعيدا عن النزعة العنصرية، أو اعتباره فوق مستوى نيجيريا، أو بالمبالغة الفظيعة التى أراها من جانب بعض المسئولين فى اتحاد الكرة والإعلاميين وهم يقولون: شحاتة هرم رابع.. ألا تراعوا مشاعر خوفو وخفرع ومنكاورع؟!
***
حسن شحاتة نجح مع المنتخب، وصنع معادلة كيميائية بينه وبين لاعبيه.. لكن سمير زاهر رئيس الاتحاد يضع فى مقدمة أسباب رفضه لإعارة حسن شحاتة إلى نيجيريا بقوله: «لماذا نجعله يخوض تجربه يمكن أن يفشل فيها؟».
وهذا السبب فى الرفض وتلك الجملة من عجائب مصر، والكرة المصرية، فمن الذى قال إن كل تجربة لابد أن تنجح. وإن كل فريق يجب أن يفوز، من قال إن عالم الكرة له وجهان، فوز أو فوز.
كيف تنشرون وتنثرون تلك القيم والمعاني على الناس.. وماذا لو خسر المنتخب مباراة إنجلترا.. هل يتغير رأيكم فى حسن شحاتة.. السؤال للجمهور وللمسئولين الذين كانوا يفكرون قبل أسابيع قليلة فى تأجيل التعاقد مع حسن شحاتة لما بعد الانتهاء من كأس الأمم فى غانا.. واليوم يقولون سنتعاقد مع حسن شحاتة حتى عام 2014.. و2017 (مش عارف إيه حكاية 2017؟!)
اتركوا حسن شحاتة يخوض التجربة ويتعلم منها.. يتعلم من إدارة فريق ببطولة كبيرة، ويتعلم من الفوز ومن الخسارة.. اتركوه ينهل من التجربة، واتركوه كى نشجع أحد منتخبات كأس العالم بدلا من متابعتها كما نتابع مشاهد الثلوج التى تغرق أوروبا.. اتركوه يجرب.. الدنيا فيها انتصار وانكسار.. وكذلك كرة القدم؟!
اتركوه.. لكن ربما فات الأوان؟!