- العناني: متضغطوش على المنتجين بدون دراية كافية بمدخلات الإنتاج بعد ارتفاع أسعار البيض في السوق المحلية بأكثر من 20 جنيها في الكرتونة الواحدة خلال الشهرين الماضيين، رصدت «الشروق» آراء بعض التجار ورؤساء الشعب بالغرف التجارية، الذين أقروا أن هذه الزيادات مبالغ بها في ظل ثبات تكلفة الإنتاج، ولكن اتحاد منتجي الدواجن أوضح أن مدخلات الإنتاج تضاعفت خلال الفترة الماضية على مستوى العالم كله، مضيفا أن أسعار البيض في مصر من أرخص الأسعار على مستوى العالم. وقال المهندس محمود العناني رئيس مجلس إدارة اتحاد منتجي الدواجن، إن مصر تعتبر المركز ال93 من أصل 105 دول في أسعار البيض، موضحا أن هناك 92 دولة أسعار البيض بها أغلى من الأسعار في مصر وفقا لدراسات أعدتها عدة منظمات أجنبية مختصة بأسعار المستهلكين حول العالم. وأشار العناني، إلى أن هناك العديد من الدول الغنية يوجد بها أسعار البيض أعلى بكثير من أسعار البيض في مصر، وعلى سبيل المثال دولة سويزلاندا حيث يسجل سعر البيض 5.93 دولار لكل 12 بيضة، وفي فرنسا والولايات المتحدة يتجاوز سعر ال12 بيضة ال3 دولارات، في حين أن مصر يسجل سعر ال12 بيضة 1.41 دولار. وأضاف العناني، أن الدول التي بها أسعار البيض أقل من مصر هي دول لا تستورد أعلاف ومع ذلك صعدت عندها الأسعار بنسبة كبيرة جدا مثل أوكرانيا والأرجنتين حيث يصل سعر ال 12 بيضة إلى 1.38 دولار. وقال إن المنتجين ليس مسؤلين عن ارتفاع أسعار البيض للمستهلك إلى 75 و80 جنيها للكرتونة، حيث أن الكرتونة تخرج من المزرعة ب 63.5 جنيه، موضحا أن هناك فجوة حوالي 15 جنيها بين سعر المزرعة والسعر للمستهلك. وأرجع تلك الفجوة إلى كثرة الحلقات الوسيطة وارتفاع أسعار النقل والتعبئة والتغليف، حيث أن الكرتونة ال30 بيضة تخرج من المزرعة غير مغلفة أو معبئة، ولكن الشركات تأخذ البيض تضيف له أطباق كرتون مقوي، ويتم تغليفه بالبلاستيك فيزيد من ثمن الكرتونة ما لا يقل عن 3 أو 4 جنيهات على الأقل قبل أن تصل إلى تاجر التجزئة. ويرى أن الحكومة إذا استطاعت توفير منافذ لبيع البيض دون المرور بكثرة الحلقات الوسيطة وتجار التجزئة ستصل كرتونة البيض للمستهلك ب66.5 جنيه وهو سعر مناسب جدا في ظل ارتفاعات تكلفة الإنتاج. وأوضح رئيس مجلس إدارة اتحاد منتجي الدواجن، أن مشكلة ارتفاع الأسعار تضرب العالم كله وليس مصر فقط. وردا على أن الأسعار كانت من قبل شهرين تسجل حوالي 49 جنيها للكرتونة في المزرعة، قال إن المنتجين كانوا يخسروا أموال كثيرة نتيجة تحكم السماسرة في السعر وظروف السوق حينها وليس لقلة تكلفة الإنتاج. ولفت العناني، إلى أن الدواجن قبل إنتاجها للبيض تحتاج إلى حوالي 24 أسبوعا من الرعاية من حيث الأعلاف والدواء والفيتامينات والأحماض الأمينية وتهيئة العنابر سواء بالتدفئة أو التهوية، مؤكدا أن أسعار تلك المدخلات تضاعفت أكثر من مرة خلال العام الجاري، بالإضافة إلى أن هناك دواجن تموت بعد تلك المصاريف وقبل بدء عملية الإنتاج فتتدخل من ضمن التكلفة. وكشف العناني، أن استمرار الضغط على المنتجين والمربيين واتهامهم بالجشع، يؤدي إلى عزوف الكثير منهم عن دخول دورات إنتاج جديدة مما يؤدي إلى حدوث قلة كبيرة في المعروض بعد الوصول إلى الإكتفاء الذاتي من البيض والدواجن بالإضافة إلى التصدير إلى الدول المجاورة، قائلا: "متضغطوش على المنتجين دون دراية كافية بأسعار مدخلات الإنتاج حتى نتجنب حدوث قلة في المعروض". وأكد العناني، أن مصر الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها اكتفاء ذاتي من الدواجن والبيض، موضحا أن استمرار الضغط على المنتجين قد يكون لصالح بعض التجار الذين يردون استيراد الدواجن والبيض من الخارج لممارسة بعض الأعمال الاحتكارية.