كشفت تحقيقات النيابة العامة في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال، عن محاولة المتهم الأول أيمن حجاج القاضي بمجلس الدولة اختلاق رواية كاذبة حول قتل زوجته، حيث أوردت التحقيقات أنه حاول بتلك الرواية درأ الاتهام عن نفسه بإقحام صورة أخرى على الواقعة تحصن فيها بانتفاء قصد إزهاق الروح وطرف سبق الإصرار وإباحة فعله تحت مظلة الدفاع الشرعي عن الحياة. وأوضحت التحقيقات أن رواية حجاج المختلقة قال فيها إنه إزاء تضرر المجني عليها من سوء حالة المزرعة التي عرضها عليها أن تملكها إياها، هاجمته بسكين فأمسك يدها وسدد لها ضربات على رأسها بجسم السلاح الناري أسقطت السكين من يدها ثم حاول إفاقتها فلما أفاقت حاولت الوصول للسكين مرة أخرى فجثم عليها وكتم أنفاسها باستخدام يديه وقطعة قماشية تزين بها عنقها ليكتم صوتها من الصراخ. وتابع حجاج في روايته التي كذبتها النيابة العامة أنه في تلك الأثناء دخل عليهما المتهم الآخر ليطوق ذراعيها حتى فارقت الحياة معللاً قصده من ذلك بمنع صراخها خشية افتضاح الأمر عن الجيرة وليس إزهاق روحها. وأكدت النيابة العامة أنه وبطرح ذلك التصور على بساط البحث والتمحيص تجد أنه قد وأد في مهده فقد شابه ما شابه من عدم المعقولية ولم يسانده أي دليل مادي أو قولي إذ لم تضبط السكين المشار إليها في مسرح الواقعة ولم تشاهد بالمتهم أي إصابات تنم عن مهاجمة المجني عليها إياه، ناهيك عن أنه لم يسوق لتلك الفكرة حال عرضه للواقعة على من أووه من معارفه قبل ضبطه وعرضه على النيابة العامة فخلت أقوال من صادفه منهم من ذكرها. وأشارت النياية العامة إلى أن تلك الرواية الكاذبة لم تتضمنها أقوال شريكه في الجريمة التي لم ترد بها أو بأقوال أي ممن نقلها عنه ذكرا علاوة على أنه مواجهته بذلك التصور نفاه بالكلية. وشددت النيابة على أن حجاج لم يشر إلى تلك الأحداث من قريب أو بعيد خلال إقراره الشفهي أمام النيابة العامة قلم تأت فكرة التمسك بها إلا أثناء استجوابه بعد ذلك الإقرار معه النيابة العامة بأن تلك القالة ما هي إلا محاولة بائسة مبتورة للتخفيف من وطأة عقوبة جرمه. وحصلت "الشروق" على تفاصيل التحقيقات في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال على القاضي وشريكه، من واقع أوراق القضية وأدلة الثبوت التي تضمنت اعترافات المتهمين وأقوال الشهود والتقارير الفنية والطبية، التي وردت في تقرير الاتهام الذي أمرت بموجبه إحالة المتهمين لمحكمة الجنايات. وحددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار محمد حسين عبد التواب، غدا الأربعاء، لنظر أولى جلسات قضية مقتل المذيعة شيماء جمال على يد زوجها القاضي وشريكه، وذلك أمام دائرة جنايات الجيزة المنعقدة بالكيلو 10.5 طريق اسكندرية الصحراوي. وسبق أن أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام بإحالة القضية المتهم فيها كل من أيمن حجاج، العضو بإحدى الجهات القضائية، وحسين الغرابلي، صاحب شركة، إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبسهما احتياطيًّا على ذمة المحاكمة؛ لمعاقبتهما على ما اتهما به من قتلهما المجنى عليها الإعلامية شيماء جمال زوجة الأول، عمدًا مع سبق الإصرار.