سلط تقرير صحفي بريطاني الضوء على مدى قدرة محمد صلاح، نجم ليفربول، أن يصبح مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب باريس سان جيرمان، في الريدز. جدد محمد صلاح تعاقده مع ليفربول أخيرًا بعد قصة طويلة الأمد، ليوقع النجم المصري على عقد مدته ثلاث سنوات براتب أسبوعي 350 ألف جنيه إسترليني تقريبًا، ليستمر في قلعة آنفيلد حتى 2025. ووفقًا لصحيفة «ذا أثلتيك» البريطانية، أصبح صلاح أعلى راتبًا في ليفربول، وهو ما أدى إلى تعطيل هيكل الأجور الذي وضعه النادي، والذي اعتاد على مقاومة منح مثل هذه الصفقات العالية للغاية للاعبين في الثلاثينيات من عمرهم. من المفهوم أن صفقة صلاح ينظر إليها على أنها استثناء من القاعدة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو هل سيجني ليفربول عائد عادل من استثمارهم في عقد صلاح الجديد، وهو ما تُجيب عنه «ذا أثلتيك» في تقريرها. وأوضحت الصحيفة أنه للإجابة على تلك التساؤلات لابد من تسليط الضوء على ما قدمه صلاح منذ وصوله إلى قلعة آنفيلد في 2017 قادمًا من روما الإيطالي، حيث أنه لم يلعب أي مهاجم في الدوري الإنجليزي منذ موسم 2017/2018 أكثر من صلاح بواقع 87% من دقائق الدوري المتاحة وفقًا لموقع «Transfermarket»، إلى جانب غياب النجم المصري عن ثلاث مباريات فقط مع الريدز بسبب الإصابة منذ انضمامه إلى النادي. وأشارت «ذا أثلتيك» إلى أن الأهم من ذلك أنه لم يسجل أي لاعب في الدوري الإنجليزي أكثر من محمد صلاح 118 هدفًا، إلى جانب تتويجه بالحذاء الذهبي ثلاث مرات في خمس مواسم، وهو ما يعكس تأثيره الهجومي البارز، إلى جانب تواجده بين لاعبي النخبة في الدوريات الأوروبية عند التفكير في أهدافه وتمريراته الحاسمة منذ 2017/2018 بالمشاركة في أكثر من 5000 دقيقة لعب، بمتوسط هدف واحد أو تمريرة حاسمة لكل 90 دقيقة خلال خمس مواسم. وأكدت الصحيفة أن صلاح صاحب ال30 عامًا أثبت أنه أحد أكثر المهاجمين اتساقًا في أوروبا في المواسم الأخيرة، حيث كان النجم المصري مسؤلًا عن 29% من أهداف النادي في الدوري الإنجليزي منذ انضمامه وأعلى من أي لاعب آخر في الفريق، فقط جيمي فاردي 30% وهاري كين 31% كان لهما النصيب الأكبر من الأهداف مع فريقهما في الدوري خلال المواسم الخمسة الماضية. وتابعت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى توقيع صلاح على عقد بثلاث سنوات بعد بلوغه سن الثلاثين مما يعني أنه وقع الصفقة الأكثر ربحًا في حياته المهنية فيما قد يعتبره الكثيرون «سنوات ما بعد الذروة»، ومن الطبيعي أنه بالتقدم بالسن يصبح اللاعبين أقل قوة عما كانوا عليه من قبل وفقًا لمنحنى العمر فهل يستطيع صلاح التغلب على تلك المعضلة وهو ما أجابت عنه «ذا أثلتيك» من خلال دراستها التحليلية المبنية على الإحصاءات العلمية الحديثة. وشددت الصحيفة على أن مهمة صلاح للمحافظة على ذروة عطائه في السنوات الثلاث المقبلة ليست صعبة مقارنة بالمهاجمين الآخرين بنفس الفئة العمرية، نظرًا للرعاية الصحية التي يوليها صلاح لجسده إلى جانب محافظته على نظامه الغذائي حسبما أفادت «ذا أثلتيك» مؤخرًا. وواصلت أنه من الصعب الحفاظ على القوة المتفجرة للجناح بمرور الوقت والسنوات، حيث أنه من المعروف أن اللاعبين في مثل هذا المركز يشهدون إنخفاضًا في إنتاجهم البدني، فهل يمكن أن يستلهم صلاح تجربة الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والذين قاما بتكييف أسلوب لعبهما مع تقدمه في السن؟ وأتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه إذا أراد صلاح تحسين قدراته الهجومية والبدنية فقد يكون أحد الخيارات هو تغيير مركزه داخل الملعب أو بالأحرى دوره داخل الفريق، مؤكدة أن يورجن كلوب لا يشك في أن صلاح لا يزال بإمكانه التفوق في الفترة المتبقية من عقده الجديد.