اعتبر وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن الكثير مما يثار بشأن موضوع المصالحة الفلسطينية يفتقر إلى الدقة. وأوضح أبو الغيط في تصريحات صحفية اليوم السبت "هناك أطروحات كثيرة تصلنا بشأن موضوع المصالحة الفلسطينية والمقاربة التي اتبعتها مصر لتحقيقها...سواء عبر الإعلام أو في مداولات لبعض المسئولين..وهي أطروحات لا نراها تقوم على أساس سليم". وردا على سؤال حول ماهية تلك الأطروحات ورؤية مصر بشأنها قال أبو الغيط: "البعض يتحدث عن أن مصر غيرت وثيقة المصالحة...وهذا أمر غير صحيح...الوثيقة التي عرضت للتوقيع تعكس بأمانة بالغة آخر ما تم التوافق بشأنه بين ممثلي التنظيمات والفصائل..ربما يرغب البعض في العودة عن آخر تفاهماتهم في القاهرة ولكن هذا أمر آخر تماما". وأضاف أبو الغيط: "ما يتردد عن حديث يهدف إلى الإيحاء بأن مصر غبنت حق حماس في الوثيقة وكأنها هدفت إلى خداعها هو أمر غير أمين ويبتعد تماما عن واقع الأمر". وتابع: "واقع الأمر هو أن مصر قدمت الكثير لحركة حماس في الوثيقة ودعوني أوضح لكم على سبيل المثال أن مصر تمكنت من إقناع جميع التنظيمات دون استثناء بالقبول بمطلب حماس اعتماد التمثيل المختلط في الانتخابات في حين أنها جميعا كانت تطلب التمثيل النسبي الكامل...فمحاولة البعض الآن الإيحاء بأن الجانب المصري غير الوثيقة أو بدلها ضد مصلحة حماس تحديدا هو أمر مرفوض تماما ولا نقبل به". وقال أبو الغيط: "لا أعتقد أن الحديث بهذا المفهوم يمكن أن يؤدي بنا إلى شيء إيجابي بل العكس...وربما يستهدف البعض بهذا الحديث الإيعاز بأن الجهد المصري في حاجة إلى دعم من أطراف أخرى...وهذا أمر لا مبرر له ونعتقد أنه يسيء للمجهود المصري بشكل لا نقبله..من هنا لن نتجاوب مع أطروحات من هذا القبيل". ودعا أبو الغيط جميع التنظيمات الفلسطينية إلى توقيع وثيقة المصالحة مشيرا إلى أن مصر قالت وأكدت أنها مستعدة أن تأخذ جميع الملاحظات في الاعتبار عند التنفيذ.