تتوجه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون السبت إلى قطر والسعودية في إطار الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لتعزيز العقوبات على ايران، خلال لقاءات مع قادة عرب ومسلمين. وستواصل كلينتون أيضا جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لتشجيع السلام بين العرب وإسرائيل والعمل على "طي صفحة" الماضي في العلاقات مع الدول الإسلامية، في خطاب ستلقيه أمام منتدى أمريكا والعالم الإسلامي في الدوحة. وستغادر هيلاري كلينتون الولاياتالمتحدة بتأخير يوم واحد عن الموعد الذي كان مقررا من قبل اثر خضوع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الخميس لعملية في القلب. وقال مسئولون في الخارجية الأمريكية أن هذا التأخير لن يؤثر على أي من اجتماعاتها. ويمكن أن تطلب كلينتون من السعوديين الذين ستلتقيهم الاثنين والثلاثاء بعد خطاب في منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، أن يعرضوا على الصين زيادة إمدادات النفط لمحاولة كسب تأييد بكين لفرض عقوبات على ايران. وتستورد الصين الجزء الأكبر من نفطها من إيران. وقال مسئول كبير في الخارجية الأمريكية ردا على سؤال في هذا الشأن "لا استبعد ذلك وقد تكون هذه المسألة جزءا من المحادثات". وتبدو الصين الدولة الوحيدة بين البلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، التي لا تريد فرض عقوبات على إيران. والدول الأربع الأخرى هي الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا. وكانت موسكو تبنت موقفا أكثر تشددا حيال إيران مؤخرا. وخلال توقفها في الرياض، ستلتقي كلينتون العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. كما ستلتقي مسئولين سعوديين آخرين في جدة على البحر الأحمر. وفي الدوحة ستلتقي الوزيرة الأمريكية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن "الشرق الأوسط سيكون من القضايا التي ستبحث وإيران ستكون من القضايا التي ستبحث". كما ستجري محادثات مماثلة مع قادة يحضرون المنتدى العالمي السابع لأمريكا والعالم الإسلامي بينهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، حسبما أضاف كراولي للصحافيين. وذكر دبلوماسي تركي أن وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو سيزور إيران الأسبوع المقبل للدفع باتجاه حل دبلوماسي للمسألة النووية الإيرانية. وأعلنت إيران الثلاثاء أنها بدأت عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، في خطوة تتزامن مع جهود الغرب لإقناع طهران باقتراح يقضي بإرسال اليورانيوم المخصب بنسبة قليلة للحصول على وقود نووي في المقابل لمفاعل الأبحاث الطبية في طهران. وبررت طهران هذا القرار بعدم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة الست (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) من اجل تسليمها الوقود النووي الذي تحتاج إليه لتشغيل مفاعل البحث الطبي في طهران. وأثار إعلان إيران موجة استنكار عالمية لاسيما لدى الدول الغربية الكبرى التي تشتبه في سعي طهران لحيازة السلاح الذري تحت ستار برنامج نووي مدني، رغم نفي طهران ذلك. واليورانيوم المخصب بنسبة تتراوح بين 3 و5% الذي تنتجه إيران حاليا يستخدم كوقود في المحطات النووية، لكن اليورانيوم المخصب بنسبة 90% يستخدم في صنع قنبلة ذرية. ويخشى الغرب أن تطور إيران أسلحة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني. وتؤكد تركيا العضو الوحيد في حلف شمال الأطلسي بين الدول المجاورة لإيران، أن الخلاف مع طهران في هذا الشأن يجب أن يحل بالحوار معتبرة أن عقوبات اقتصادية أو تحركا عسكريا سيضر بالمنطقة بأسرها. وتتبنى الصين موقفا مماثلا. واستبعد آرون ديفيد ميلر المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في الإدارات الأمريكية السابقة إمكانية أن يقدم السعوديون ضمانات نفطية إلى الصين التي يسجل اقتصادها نموا سريعا، لتشجيع بكين على تغيير موقفها من العقوبات. وقال ميلر أنه "لا يرى عوامل كافية يمكن أن تدفع السعوديين إلى موقف يفعلون فيه شيئا كبيرا يكلفهم مبالغ باهظة مع الصينيين". وتابع أن السعوديين ليسوا معنيين بزيادة الإمدادات لخفض الأسعار والتسبب بأضرار اقتصادية لإيران. وأضاف أن العلاقات الأمريكية السعودية تراجعت منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي شارك فيها عدد من السعوديين بينما خيب أوباما أمل الرياض فشله في إحياء محادثات السلام بين العرب وإسرائيل. وقال مسئولون أمريكيون أن كلينتون ستعبر للسعوديين وغيرهم عن قلقها بشأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن.