رواية البوكر.. «خبز على طاولة الخال ميلاد» نصوص سردية تنتصر للتجربة الإنسانية

تتناول رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» للكاتب الليبى محمد النعاس، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2022 فى دورتها ال15، تعريفات مجتمع القرية المختلفة للرجولة، لكنها، تحتفظ بتعريف واحد للرجل الضد أو «اللارجل» الذى يكون ميلاد الأسطى رمزا له، ويبحث الكاتب من خلالها عن التعريف المثالى للرجولة فى مجتمعه. تدور أحداث الرواية فى مجتمع القرية المنغلق، الذى يبحث فيه «ميلاد» عن التعريف المثالى للرجولة المثالى حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته فى أن يكون رجلا بعد محاولات عديدة.
تُعيد هذه الرواية مُساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم «الجندر» وتُدين القوالب النمطية الجاهزة التى تحصر وظائف كل من المرأة والرجل فى أطر مُحددة إذا تخطاها أحدهما تخطى الحد الذى سُطر له. إنها رواية الانتصار للفرد فى وجه الأفكار الجماعية القاتلة، ورواية الانتصار للتجربة الإنسانية إزاء كل التوصيفات الثابتة.
ومن أجواء الرواية: «فى مجتمع قريته المنغلق، يبحث ميلاد الأسطى عن تعريف الرجولة المثالى حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته فى أن يكون رجلا بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصَ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت، وهكذا يقلبان الأدوار الاجتماعية. يظل ميلاد مُغيبا على حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشى له ابن عمه بما يحدث حوله».
وقال الكاتب الليبى محمد النعاس، فى تصريحات لموقع جائزة البوكر للرواية العربية، أنه على الرغم من كثرة الأمثال الشعبية فى ليبيا، إلا أنه لا يوجد إلا مثل وحيد يعبر عن الصورة التى ركز عليها فى روايته وفقا للمثل الشعبى «عيلة وخالها ميلاد».
وأضاف النعاس أن الموروث اللسانى فى ليبيا لا يحتفى إلا بصورة الرجل المثالى، فتارة هو الذى مات فى المعارك التاريخية، وتارة هو الذى يربى زوجته على يده، وتارة هو الديك المسيطر على دجاجاته، وهو الفارس الذى يكبح جماح زوجته، وهكذا تتوالى حتى يمكنك رسم صورة واضحة لذلك الرجل.
الكاتب محمد النعّاس قاص وكاتب صحفى ليبى من مواليد 31 مارس 1991، حصل على بكالورويس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، عام 2014، وصدرت له المجموعة القصصية «تاجوريا» وفاز بالترتيب الأول فى القصة القصيرة فى: مسابقة خليفة الفاخرى، وعبدالله القويرى.
كما صدر له «دم أزرق» (مجموعة قصصية) 2020، ثم صدر له «خبز على طاولة الخال ميلاد» (2021) وهى روايته الأولى.
جدير بالذكر أن الروايات المرشحة للقائمة القصيرة فى دورتها الخامسة عشرة، هى «ماكيت القاهرة» لطارق إمام، و«دلشاد سيرة الجوع والشبع» لبشرى خلفان، و«يوميات روز» لريم الكمالى، و«الخط الأبيض من الليل» لخالد النصرالله، و«خبز على طاولة الخال ميلاد» لمحمد النعّاس، و«أسير البرتغاليين» لمحسن الوكيلى، ويحصل كل من المرشّحين الستة فى القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية.
وجرى اختيار القائمة القصيرة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الروائى والأكاديمى التونسى شكرى المبخوت، الذى فاز بالجائزة عام 2015 عن روايته «الطليانى»، وعضوية كل من إيمان حميدان، كاتبة لبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادى القلم العالمى؛ وبيان ريحانوفا، أكاديمية ومترجمة بلغارية؛ وعاشور الطويبى، طبيب، شاعر، ومترجم من ليبيا؛ وسعدية مفرح، شاعرة وناقدة من الكويت.