"كان معكم طارق عبد الجابر، مراسل التليفزيون المصري من فلسطينالمحتلة"، جملة استطاع أن يخلق منها الإعلامي طارق عبد الجابر ماركة مسجلة باسمه، ليصبح من خلالها واحدا من أشهر مراسلي التليفزيون المصري على مر السنوات. تغيب عبد الجابر عن شاشات التليفزيون لعدة سنوات، ليفاجيء الجمهور بخلعه لعباءة المراسل الحربي الذي قام بتغطية أحداث أهم مناطق النزاعات في العالم، ويرتدي بدلا منها بذلة الشيف ليصبح الشيف طارق، فما هو سبب تحول عبد الجابر من وقوفه في نار الحرب، إلى وقوفه أمام نار البوتوجاز؟ وما هي أفضل ذكرياته عن التقارير التي أعدها في فلسطين وغيرها من مناطق النزاع؟ وهل سيكمل طارق عبد الجابر حياته كشيف؟. كل هذه الأسئلة وأكثر، أجبنا عليها خلال حوار أجرته الشروق أول أمس الخميس مع الإعلامي طارق عبد الجابر، وذلك في بث مباشر أذيع على صفحة الشروق على الفيس بوك، وفيما يلي نعرض أهم تصريحات التي قالها عبد الجابر في بث الشروق المباشر. أعلن عبد الجابر للشروق عن قيامه في بداية حياته العملية بإجراء حوارات إذاعية فنية مع كبار نجوم الزمن الجميل، وعلى رأسهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، سعاد حسني، يوسف شاهين، شادية، صباح، هند رستم، كمال الشيخ، هنري بركات، ومديحة يسري، موضحا إنه سيقدم برنامج بعنوان، غواص في بحر السينما المصرية، وسيبث بعد تقديمه لبرنامج المراسل مباشرة، وسيعرض عبد الجابر من خلاله مقتطفات من هذه التسجيلات، ومعلومات تعرض لأول مرة عن كواليس السينما المصرية في حقبة الزمن الجميل. كشف عبد الجابر للشروق عن بعض المفاجآت التي سيقولها خلال برنامجه الجديد، منها هو أنه يجب شكر فريد الأطرش لأنه هو من جعل المنتجين يتوجهوا لإنتاج رواية دعاء الكروان وتحويلها لفيلم، كما كشف عن أن الفيلم كان سيقدم في حقبة الأربعينات، حيث قامت الفنانة روحية خالد ببيع تربتها من أجل إنتاج دعاء الكروان، ولكنه وبالرغم من ذلك لم ير النور في ذلك الوقت، حيث أشار إلى أن حلقة من حلقات البرنامج ستوضح معلومات حصرية عن هذا الفيلم، أما الحلقة الثانية فستكون عن فيلم المرأة المجهولة، والحلقة الثالثة ستكون عن فيلم بورسعيد. من ضمن لقاءاته الإذاعية، أجرى عبد الجابر حوارا مع الطفلة ضحى وقتها، بطلة فيلم حياة أو موت، وكشف عبد الجابر للشروق عن أن الفنانة زيزي البدراوي هي من كانت ستقوم بدور الطفلة في هذا الفيلم بدلا من ضحى، ولكن المصور أحمد خورشيد هو من أقنع المنتجة آسيا داغر بأن تقوم ضحى للدور لأنها الفتاة المناسبة له. وأما عن بطل الفيلم، فأوضح عبد الجابر إنه كان من المفترض أن يكون الفنان اسماعيل يس بدلا من الفنان عماد حمدي، حيث اختارته المنتجة آسيا داغر لبطولة الفيلم لأنه قدم في ذلك الموسم السينمائي 15 فيلما، وكانت إيرادات هذه الأفلام جميعها جيدة، فأرادت استثمار هذا النجاح في فيلم حياة أو موت، ولكن قام كمال الشيخ وهنري بركات بإقناع آسيا في النهاية بأن يكون عماد حمدي هو بطل الفيلم لأنه الأكثر ملائمة لتجسيد هذا الدور. تحدث عبد الجابر مع الشروق عن اللقاء الإذاعي الأكثر قربا إلى قلبه، وهو لقاؤه مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وذلك لرقتها الشديدة وإنسانيتها، وكشف عبد الجابر عن إنه سأل فاتن حمامة خلال حديثه معها عمّا إذا كانت قد ندمت على تقديمها لفيلم أريد حلا، وكانت إجابتها هي إنها سعيدة بالفيلم، ولكنها لم تكن تريد أن يقول الناس أن فاتن حمامة هي من غيرت القانون، لأنها ترى أنها لم تفعل ذلك، فالقانون موجود بالفعل ولكن كان هناك تباطؤ في الإجراءات، كما أشارت إلى فخرها بفيلم لا عزاء للسيدات، وأن السيدات أصبحن قادرات على طلب الخلع. أكد عبد الجابر على أنه لا يوجد مقارنة بين فيلم أريد حلا ومسلسل فاتن أمل حربي الذي يعرض حاليا على شاشات التليفزيون، مشيرا إلى أن القضية ليست واحدة، قائلا، "باردون، مفيش مقارنة بين فيلم أريد حلا ومسلسل فاتن أمل حربي، فالمسلسل لا يناقش أي قضية، ففي الفيلم رأينا دور المحامي الشرعي القانوني وهو يتحدث بشكل جيد وعميق في المشكلة، ولم نر أن الشيخ يقابل المرأة في الكازينو لكي يقول لها آرائه الشرعية، مع احترامنا للجميع". ومن الكواليس أيضا التي كشفها عبد الجابر للشروق، هو حواره مع السندريلا سعاد حسني، موضحا أنها كشفت له عن أنها نادمة على بعض الأفلام التي قدمتها خلال حقبة السيتينات، ولكنها أشارت إلى أن فيلم صغيرة على الحب كان الفيلم الأقرب إلى قلبها، على عكس ما يظن الناس، حيث يعتقد البعض أن فيلم خللي بالك من زوزو هو الفيلم المفضل بالنسبة للسندريلا، وأكدت سعاد خلال حديثها مع عبد الجابر على أنها لو كانت اعتزلت بعد فيلم صغيرة على الحب لم تكن لتحزن أبدا وذلك لشدة حبها للفيلم. سيكشف عبد الجابر في برنامجه الجديد أيضا عن كواليس صناعة الأفلام في حقبة الخمسينات والستينات، حيث قال إن الفنانة هند رستم كشفت له خلال حواره معها، أن المنتجة آسيا داغر كانت تقيس خصر جميع الفنانات، فمن تجدها قد زاد وزنها، كانت تقوم بفصلها من العمل على الفور، ولهذا ظلت 30 عاما لا تأكل الأرز أو أي نوع من الطعام يكسب الوزن للحفاظ على وزنها من أجل العمل في مجال السينما. وبمناسبة التحدث عن نجمات الزمن الجميل، وجه عبد الجابر رسالة عبر الشروق لنجمة من الجيل الحالي، وهي الفنانة منى زكي مشيرا إلى أنها من أوائل الفنانات اللاتي نشرن مصطلح السينما النظيفة في بدايتهن الفنية، قائلا، "عندما قالت منى زكي في بدايتها أنها تقدم سينما نظيفة، هل كانت تقصد أن فاتن حمامة وسعاد حسني كن يقدمن سينما وحشة؟ فماذا يعني مصطلح السينما النظيفة؟ السينما هي السينما دائما، وأنا ضد الحملة التي شنت للهجوم على منى زكي بسبب دورها في فيلم أصحاب ولا أعز، ولكن عليها أن تتذكر أنها أول من طالب بوجود السينما النظيفة التي يحاسبها عليها الجمهور الآن".