نجح الدكتور إبراهيم السيد، أستاذ ميكروبيولوجيا الألبان في قسم علوم وتقنية الألبان بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، في توقيع عقد تسويق سلالات بكتيرية مصرية عالميًا 2022، وذلك لأول مرة في تاريخ الجامعات المصرية. حاورت "الشروق" الدكتور إبراهيم محمد السيد، لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه السلالات البكتيرية، وكيفية اكتشافها وتسويقها عالميا. وإلى نص الحوار: • من هو الدكتور إبراهيم محمد السيد الذي ارتبط اسمه بحدث هو الأول من نوعه في مصر؟ إبراهيم محمد السيد، أستاذ ميكروبيولوجيا الألبان بقسم علوم وتقنية الألبان، ومدير برنامج علوم الأغذية بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، ومن ضمن اهتماماتي البحثية هو دراسة بكتيريا حمض اللاكتيك وإنتاجها للباكتريوسينات، وتأثير هذه الباكتريوسينات على نمو العديد من الميكروبات المرضية فى المنتجات اللبنية. • ما هي الجهود البحثية التي قمت بها في دراسة السلالات البكتيرية؟ خلال مهمة علمية في فرنسا عام 1987، تم عزل سلالات من بكتيريا حمض اللاكتيك من عينات الجبن الدمياطى، التى تم تجميعها من مناطق مختلفة من مدينة الإسكندرية، وتم التعرف على هذه السلالات البكتيرية أثناء تواجدى فى مهمة علمية بفرنسا في المعهد الوطني للبحوث الزراعية، وكان من ضمن هذه السلالات بكتيريا Lactobacillus rhamnosus، وتم حفظ هذه السلالات فى بنك السلالات بالمعهد الوطنى للبحوث الزراعية بفرنسا تحت مسمى "IB"؛ نسبة إلى اسمي "إبراهيم". • كيف تم عزل البكتيريا من الجبن الدمياطي؟ تم تجميع عينات من الجبن الدمياطي من مناطق مختلفة بالإسكندرية، واستخدام بيئات غذائية متخصصة لعزل بكتيريا حمض اللاكتيك من هذه العينات، وتنقيتها، ثم التعرف عليها باستخدام الاختبارات الميكروبيولوجية اللازمة لذلك، وقد أظهرت النتائج أنها تنتمي إلى بكتيريا حمض اللاكتيك. • هل السلالات التي تم عزلها يقتصر استخدامها على منتجات الألبان فقط؟ السلالات المعزولة يمكن استخدامها في صناعة الألبان والغذاء عامة، كبادئات فى صناعة منتجات الألبان أو كداعمات للحيوية probiotic؛ ونظرا لأن هذه السلالات تنتج مادة الإكسوبولى سكاريد، فإنه يمكن استخدامها فى العديد من المجالات الأخرى. • كيف ترى تسويق سلالات بكتيرية مصرية عالميا؟ تعتبر هذه هي المرة الأولى فى جمهورية مصر العربية وعلى مستوى الجامعات المصرية، أن يطلب الجانب الفرنسى توقيع عقد للترخيص للجانب الفرنسى باستخدام هذه السلالات، سواء على المستوى البحثى أو التجارى، وذلك فى إطار اتفاقية "ناغويا" الدولية، الموقع عليها العديد من دول العالم فى اليابان، ومن بينها جمهورية مصر العربية، فى عام 2014. هذه الاتفاقية تنظم التقاسم العادل والمنصف للأطراف المحتملة والمستفيدين من المنافع، سواء على النطاق البحثى أو التجارى؛ مما يعزز إجراء البحث على هذه الموارد، ويؤدى إلى اكتشافات جديدة لصالح الجميع، مع حفظ هذه الموارد واستخدامها المستدام ليحقق مزيدا من التنمية وتحدد مبادئ التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة من استخدام الموارد الجينية، لا سيما تلك الموجهة للاستخدام التجارى، والأهم من ذلك أن الاتفاقية ملزمة، وتلزم الدول التي تنضم إليها لتنفيذ أحكامها. ومن هذا المنطلق، لكى يتم توقيع العقد، كان لابد من الحصول على موافقة الحكومة المصرية، ممثلة فى وزارة البيئة المصرية، وبالفعل تم توقيع العقد بين كلا من: أنا وجامعة الإسكندرية (كطرف ثان)، والمعهد الوطنى للبحوث الزراعية INRA وINRA TRANSFER بفرنسا (كطرف أول)، ومدة العقد 20 عاما، ويسمح للجانب الفرنسى باستخدام هذه السلالات على المستوى البحثى والتجارى، على أن تكون هناك نسبة من عائد التسويق لجامعة الإسكندرية ولي. • ماذا عن مشروعك البحثي حول "المضادات الميكروبية السريعة والآمنة للتحكم في تكوين الأغشية الحيوية بمصانع الألبان"؟ تم الحصول على هذا المشروع من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بقيمة مليون جنيه، ويتكون الفريق البحثى لهذا المشروع من: أنا (باحث رئيسي)، والدكتور سامح عوض (باحث مناوب)، والدكتورة أمل أحمد إبراهيم الأستاذ المساعد بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، والدكتورة عبير إبراهيم المدرس بكلية العلوم جامعة دمنهور، والدكتور طارق عوض الخبير المصرى بجامعة تورنتو – كندا. وهذا المشروع ضمن برنامج "جسور"، الذى يسمح للمراكز البحثية بالاستفادة من خبرات الباحثين المصريين بالخارج، وفكرته ترجع إلى أن اللبن ومنتجاته يعتبر بيئة مناسبة لنشاط العديد من الميكروبات، وخاصة المرضية؛ نظرا لاحتواء اللبن على العديد من المكونات الغذائية التى تسمح بنمو الميكروبات، مثل الدهن والبروتين واللاكتوز والفيتامينات والأملاح والماء. وأثناء تداول اللبن أو تصنيعه، فإن بعض هذه الميكروبات المرضية وغير المرغوبة تلتصق بأسطح ألواح البسترة أو أسطح الأحواض المستخدمة فى صناعة المنتجات اللبنية، وتكون مستعمرات على هذه الأسطح، التي تكوّن بدورها أثناء نموها، غشاء حيويا يحيط بالخلايا يعمل على حمايتها من تأثير المنظفات والمطهرات التقليدية التى تستخدم فى غسيل وتنظيف وقتل هذه الميكروبات. وبالتالى، تظل هذه الميكروبات المرضية ملتصقة بالأسطح الخاصة بالأحواض أو الماكينات المستخدمة فى التصنيع حتى بعد استخدام المنظفات والمطهرات التقليدية؛ مما يؤدى إلى انتشار الأمراض التى تنتقل إلى الإنسان عن طريق الغذاء، التى تعرف باسم Foodborne disease، ولعلاج هذه الأمراض التى تنتقل إلى المستهلك عن طريق الغذاء، يتم إنفاق ملايين الدولارات سنويا على مستوى العالم. لذا، فإن هذا المشروع يهدف إلى الوصول إلى توليفة معينة من المضادات الميكروبية والمواد المطهرة والمواد النشطة سطحيا، التى تمنع التصاق الميكروبات بالأسطح وتكوين الأغشية الحيوية التى تحميها من تأثير المواد والمطهرات المستخدمة، وبالتالى توفير ملايين الدولارات سنويا لعلاج مثل هذه الأمراض. يذكر أنه تم إيفاد الدكتور إبراهيم السيد من خلال الصندوق المصرى للتعاون مع إفريقيا (الذى يتبع وزارة الخارجية المصرية) إلى دولة رواندا؛ للعمل خبيرا مصريا بجامعة رواندا الأهلية، وذلك خلال الفترة من 2009 وحتى 2013، كما شغل منصب عضو اللجنة العلمية للصناعات الغذائية والألبان (الدورة ال12) لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين.