أيمن حمادة: لدينا 30 ألف نوع من الكائنات الحية فى مصر تتوزع بين الحيوانات والأسماك والطيور والفطريات نملك 520 نوعا من الطيور ولا نسمح بالصيد سوى ل21 نوعا فقط منها ظهور التماسيح ببعض المناطق فى الآونة الأخيرة يرجع إلى فعل بشرى.. وهناك 5 أنواع نادرة من السلاحف البحرية فى مصر مهددة بالانقراض أكد رئيس الإدارة المركزية للتنوع البيولوجى بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة الدكتور أيمن حمادة، أن مصر قطعت شوطا كبيرا فى مجال الحفاظ على البيئة وحماية التنوع البيولوجى، توج بإنشاء سجلات لحفظ الأصول الوراثية للموارد الطبيعية. وتحدث حمادة فى حوار مع «الشروق»، عن تأثر الحيوانات بظاهرة التغير المناخى، لافتا إلى أن السلاحف البحرية من أكثر الأنواع استهدافا ومهددة بالانقراض. وأشار إلى أن لدى مصر ما يقرب من 30 ألف نوع من الكائنات الحية تتوزع بين الحيوانات والنباتات والأسماك والطيور والفطريات والطحالب، بينهم 250 نوعا من الطيور، لا يسمح إلا بصيد 21 نوعا منها فقط، وإلى نص الحوار.. * فى البداية، ما الخطوات التى اتخذتها مصر لحماية التنوع البيولوجى؟ نجحت مصر فى السنوات الأخيرة الماضية، فى فرض رؤيتها بمجال الحفاظ على البيئة، وحماية التنوع البيولوجى، ونعمل على الحفاظ على النظم البيئية، مثل النظم البحرية والصحراوية والأراضى الرطبة والمناطق الجبلية، وفى سبيل ذلك اتخذنا مجموعة كبيرة من الإجراءات. كما لدينا استراتيجية وطنية وخطة عمل لصون التنوع البيولوجى حيث يتم العمل مع جميع القطاعات ونجحنا فى دمج التنوع البيولوجى فى القطاعات المهمة مثل الطاقة والسياحة والصحة وهناك قطاعات أخرى تحتاج إلى مزيد من العمل مثل قطاع الزراعة، حيث نعمل حاليا على دمج التنوع البيولوجى وتعميمه فى القطاعات الزراعية المختلفة وخاصة المصايد السمكية. كما شرعنا فى إنشاء سجلات لحفظ الأصول الوراثية للموارد الطبيعة، وبدأنا بالفعل بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء بعمل السجل الوطنى للموارد الوراثية النباتية وبذلك تكون هذه المرة الأولى التى يتم فيها إنشاء بنك جينات وسجل للموارد الوراثية النباتية البرية، وقريبا سنبدأ عمل سجل وطنى لحفظ الموارد الوراثية الحيوانية أيضا. * كيف يؤثر التغير المناخى على أنواع الطيور المهاجرة؟ ارتفاع درجة حرارة الأرض من شأنه إحداث تغيير فى أنماط الحياة للكائنات الحية البرية عامة نتيجة لتغير أنماط درجات الحرارة والموجات المتكررة للأحداث المناخية المتطرفة، ويتسبب هذا التغير فى إحداث تغيير فى مواعيد هجرة الطيور حيث تلاحظ لنا وصول بعض أنواع الطيور المهاجرة فى وقت مبكر من الخريف عما كانت عليه فى الماضى وبالتالى حدث تبكير فى موسم الهجرة الشتوى نتيجة لبدء بعض الأنواع رحلة الهجرة فى أوقات مبكرة عما اعتادت عليه. كما يهدد تغير المناخ البيئات البحرية وخاصة الشعاب المرجانية والسلاحف البحرية بالانقراض وتؤثر درجة الحرارة خارج البيضة على جنس الجنين، فبسبب ارتفاع درجات الحرارة فإن معظم النسل هم الآن من الاناث فى بعض المناطق، هذا يعنى ان ارتفاع درجات الحرارة يغير من التركيبة البيولوجى ونسبة الإناث للذكور الطبيعية. * ما الذى سينتج عن فقدان السلاحف البحرية؟ كارثة.. فالسلاحف البحرية هى من أكثر الأنواع استهدافا ومهددة بالانقراض، وإذا لم تكن موجودة سنفقد حلقة من سلسلة الغذاء فى البحر، وسيؤدى ذلك إلى خلل فى السلسلة الغذائية والاتزان البيئى وزيادة أنواع من الكائنات البحرية من تلك التى تتغذى عليها السلاحف مثل قنديل البحر، كما يعد ذلك فقدا فى التنوع البيولوجى وجزءا من الموروث الطبيعى الذى وهبه الله لمصر. لدينا فى مصر 5 أنواع من السلاحف مهددة وكلها نادرة، وجميع أسباب استهداف تلك السلاحف تدور نحو الأوهام والأساطير كالاستخدامات الطبية أو شرب الدم وغيرها من النقاط التى ليس لها أساس علمى ولكنها موروثات ثقافية خاطئة، وفى الفترة الأخيرة مهتمين بمكافحة التجارة غير شرعية فى الحيوانات، وحملاتنا تتم باستمرار. * كم عدد أنواع الكائنات الحية البرية فى مصر؟ لدينا ما يقرب من 30 ألف نوع من الكائنات الحية تتوزع بين الحيوانات والنباتات والأسماك والطيور والفطريات والطحالب. * هل يتم السماح بصيد الطيور فى موسم الطيور المهاجرة؟ نعم يتم السماح بذلك، ولدينا أكثر من 520 نوعا من الطيور ويتم السماح بالصيد فقط لعدد 21 نوعا كما تنص اللائحة التنفيذية لقانون البيئة وتمثل الأنواع التى ليست مهددة بالانقراض ومتواجدة فى الطبيعة بشكل مستمر، بينما لا يسمح باصطياد الطيور المهددة بالانقراض حيث إذا تم استخدامها بصورة مفرطة سيؤدى ذلك إلى التهديد بفقدها. بينما الصيد الجائر هو تعمد لاستنزاف الكائنات الحياة من البيئة البرية، بمستوى تفوق قدرة الكائنات الحية على تعويض هذا الفقد فى العدد، وأصبح الصيادون لدينا يلاحظون أن هناك أنواعا اختفت، وهو ما يعرف بالفقد فى الأنواع، والعالم بشكل عام يشهد فقدا فى الأنواع لم يحدث فى التاريخ البشرى، وسيكون هناك زيادة فى هذا الفقد النوعى، ليصل إلى مليون نوع على سطح الأرض، خلال العقود القليلة المقبلة. * ما هى الطرق القانونية لتنظيم عملية الصيد فى مصر؟ فى نهاية أغسطس من كل عام يصدر قرار وزارى لتنظيم صيد الطيور فى مصر كلها ويصاحب هذا القرار الضوابط والاشتراطات وفترات الصيد المسموح بها، ونسمح بصيد 21 نوعا من الطيور فقط، منهم 16 نوعا من الطيور المائية التى تعتبر مصدر غذاء صحى للمواطنين، وعادة ما نسمح بالصيد فى أول شهر 9 إلى نهاية شهر مارس. * هل تستغل مصر أسراب الطيور المهاجرة بشكل اقتصادى مناسب؟ مشاهدة الطيور سياحة ذات تكلفة عالية جدا وليست كسياحة الشواطئ، كونها نمطا من أنواع السياحة ليس له تأثير كبير على الموارد البيئية وفى نفس الوقت نمط يدخل عائدا ومكاسب اقتصادية كبيرة جدا، لذلك نعمل مع وزارة السياحة على تطوير السياحة البيئية، وندعم مشاهدة الطيور فهى أحد أنماط السياحة البيئية. ويمر بمصر نحو مليون ونصف المليون طائر إلى 2 مليون طائر من الطيور الحوامة سنويا ويبلغ عدد أنواع الطيور الحوامة التى تعبر مصر 37 نوعا بينهم 7 أنواع مهددة بخطر الانقراض، فضلا عن ملايين الطيور المائية والأرضية. * كم عدد أنواع الأسماك المتواجدة فى البحرين الأحمر والمتوسط؟ لدينا نحو 1200 نوع من الأسماك فى البحرين، ولدينا أكثر من 320 نوعا من الشعاب المرجانية، والنظام البيئى للشعاب المرجانية هو الأكثر تميزا والأكثر حساسية نظرا لأهميتها وتميزها عن مثيلتها فى العالم أجمع فى كونها أكثر مرونة وقدرة على تحمل ظاهرة الاحتباس الحرارى. * ما سبب ظهور بعض التماسيح فى بعض المناطق؟ سبب ظهور التماسيح ببعض المناطق فى الآونة الأخيرة يرجع إلى فعل بشرى ونتيجة تجارة غير مشروعة تهدد التنوع البيولوجى، فالتماسيح لا توجد إلا فى بحيرة ناصر فقط، وظهورها فى أماكن مختلفة سواء فى الترع أو المصارف أو غيرها من الأماكن يرجع لشراء بعض المواطنين التماسيح الصغيرة من الأسواق الشعبية لتربيتها وعندما تصبح كبيرة الحجم أو يفشلون فى بيعها يقومون بإلقائها فى أقرب مكان. * هل سبب التجارة فى الحيوانات البرية وجود استخدامات طبية كبيرة لها؟ لا يمكن اعتبار ذلك قاعدة إلا فى بعض الحالات، ليس الهدف طبى بقدر مكاسبها الكبيرة وحب اقتناء المواطنين بعض الحيوانات، والاتجار فى مصر بعدد من الحيوانات البرية وهى «السلاحف، والتماسيح، والطيور المهربة، مثل الببغاوات والمكاو، والصقور» والتى تعتبر هدفا للصيادين فى هذه الأيام بسبب موسم هجرتها، ويصل سعر الصقر شاهين إلى ملايين الجنيهات فى بعض الأحيان، ويرجع ذلك لعمره ومواصفات أجنحته، محذرا تجار الحياة البرية من صيد الحيوانات والطيور البرية. * حدثنا عن مشروع طاقة الرياح الكبير الموجودة بخليج السويس؟ أرادت الدولة إنشاء مشروع طاقة الرياح بمنطقة خليج السويس، فى إطار خطة الدولة للتوسع فى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة وكون تلك المنطقة من أفضل المناطق من حيث سرعة الرياح المثالية لإنتاج الكهرباء من الرياح ولكن تلك المنطقة فى نفس الوقت هى من أهم الممرات للطيور الحوامة المهاجرة حيث تقع ضمن ثانى أهم مسار هجرة للطيور الحوامة على مستوى العالم، ويبلغ ارتفاع المراوح التى تتبع طاقات الرياح من 100 إلى 120 مترا، ومستوى ريشة المروحة الواحدة، يكون نحو 60 مترا، ولكى نسمح بإنشاء تلك المحطات فى هذه المنطقة الهامة للطيور الحوامة.