بعد مرور 9 سنوات على العرض الأول لمسرحية «أولاد الغضب والحب»، قرر توفيق عبدالحميد رئيس البيت الفنى للمسرح، إعادة عرضها مرة ثانية كجزء من خطته الرامية لعودة «الروح» إلى النصوص الجيدة ل«أبو الفنون»، ورغم أن المسرحية تعالج مشاكل تربية الأبناء فى مرحلة زمنية سابقة، إلا أن أبطالها يدافعون عن إعادة عرضها فى العصر الحالى، معتبرين أن العرض تنبأ بالفعل بما نعيشه الآن. محمد نجاتى: الرقابة حذفت كلمة (إرهابى).. وأتمنى رفع وعى (الرقباء) كشف الفنان محمد نجاتى أن الرقابة تدخلت لحذف كلمة «إرهابى» التى جاءت على لسان بطل العرض «وجدى» والذى يجسد دوره، حيث رأت فيها دعوة لتبرير العنف واللجوء إلى الإرهاب، معربا عن دهشته من طريقة تفكير القائمين على الرقابة الذين يحتاجون إلى التفكير بقدر أعلى من الوعى على حد قوله. وقال نجاتى إن الكلمة التى اعترضت عليها الرقابة جاءت فى سياق الحوار على لسان البطل عندما صرخ قائلا: «حاكون إرهابى وهانسف كذا وكذا». وأوضح نجاتى: لا أجد مبررا حقيقيا لحذف كلمة إرهابى من تلك الجملة، لأن الأحداث وردود أفعال كل من حوله بعد ذلك تتجه عكس رغبته فى أن يكون إرهابيا، والغريب فى الأمر أنهم رغم حذف كلمة إرهابى إلا أنهم تجاوزوا عن كلمة «أنسف»، ومعروف أن النسف لا يأتى إلا من إرهابى. ورأى نجاتى أن الرقابة تحتاج إلى وعى أكثر مما هى عليه، لأن أحداث المسرحية تدل على أن «وجدى» ناقم على كل ما هو فاسد فى المجتمع، لذلك يحلم بنسف الفاسدين فقط وهذا الحلم تكرر كثيرا ولم يعترض عليه أحد. وبعيدا عن اعتراضات الرقابة يقول، بطل «أولاد الغضب والحب»: تجمعنى بالمسرحية حالة من الحب والشوق والحنين، حيث أشعر كلما وقفت على خشبة المسرح أننى فى بيتى ولست فى مكان غريب، خاصة أننا وصلنا جميعا إلى حالة نضج فنى جيدة جعلتنا نعى موضوع المسرحية أكثر من السابق ونشعر بأهمية الرسالة التى نقدمها للجماهير. وأضاف: لامست التحول الذى تتناوله المسرحية من خلال شخصيتى التى تحاول استخدام القوة والفتونة لمواجهة التربية العسكرية الصعبة التى تربيت عليها من الأب الذى كان يعمل ضابطا حربيا. وحول مدى إلمام المسرحية بفكرة صراع الأجيال المستمر، أوضح نجاتى أن المؤلف كرم النجار نجح فى جمع معظم مشكلات الشباب مع الأجيال السابقة لهم فى العرض من خلال عدة نماذج كثيرا ما نجدها فى الواقع. وأشار إلى أنه تطرق فى العرض لسلبيات الآباء على نحو موسع، والسبب فى ذلك أنه كان مقهورا نتيجة أسلوب التربية الذى أنتقده ولا أرى سوى السلبيات. ودافع بطل «أولاد الحب والغضب» عن تفضيله لمسرح الدولة، والابتعاد عن المسرح الخاص، وقال: لا أحب العمل فى مسرح القطاع الخاص الذى أعتبره «شبه كباريه» لأنهم يعتمدون على الإسفاف والعرى غير اللائق باستثناء بعض التجارب المحترمة مثل مسرح عادل إمام ومحمد صبحى وغيرهما. غير أن إشادة نجاتى بمسرح الدولة لم تمنع توجيه الانتقاد للبيت الفنى للمسرح لعدم اهتمامه بتوفير الدعاية الكافية للعروض التى تقام على مسارحه، حتى إنه فوجئ بأفيش واحد يجمع ثلاثة عروض للبيت الفنى. ورأى أن ذلك يعنى ببساطة أن القائمين على المسرح لم يقدروا النجاح الذى تحققه مسرحية «أولاد الغضب والحب» بشكل جعل معظم حفلات العرض «كاملة العدد»، وبالتالى فمن حقنا أن تكون الدعاية الخاصة بالعرض قوية لتساعدنا على الاستمرار والإبداع. أنوشكا: (أولاد الغضب والحب) تحدت كأس الأمم والامتحانات وإنفلونزا الخنازير دافعت الفنانة أنوشكا، بطلة مسرحية «أولاد الغضب والحب» عن خطوة إعادة عرض المسرحية رغم مرور 9 سنوات على عرضها الأول، مشيرة إلى أن الكوميديا الحقيقية التى تحترم عقول الجماهير لا يمكن أن يختلف عليها إثنان والجمهور منذ تسع سنوات لم يختلف عنه الآن. وأكدت فى الوقت نفسه أن المسرحية تراعى مستحدثات الأمور وتطور الفكر والشخصيات فى المجتمع بشكل عام، وقالت إن شعبنا يبتكر النكتة فى عز أزماته ويعالج مشكلاته بالضحكة والابتسامة لكنه لا يختلف مهما مرت السنين كما أنه لا «يتقبل الكوميديا الماسخة أو المصطنعة التى تستخف بعقله أو تحاول أن تلعب على وتر غير لائق». ورأت الفنانة التى تجسد شخصية «نيران» بالعمل، أن «أولاد الغضب والحب» كوميديا راقية ومكتوبة بحبكة درامية رائعة لا يمكن أن يمل منها المشاهد، كما أننا كفريق عمل لم نغير سوى الفنانة داليا إبراهيم وجاءت بدلا منها بسمة وكذلك جسد حسن عبدالفتاح دور الزميل حسن النجدى أما باقى أبطال المسرحية فلايزالون موجودين فى أدوارهم كما هى. وشددت على أن المسرحية تحمل فكرة جادة جدا تلقى الضوء على العديد من المشكلات التى تمس معظم أبناء الجيل الحالى وكل الأجيال ومدى الصراعات التى يقع فيها هؤلاء الأجيال عندما يحتكون ببعضهم البعض، مضيفة: صورنا ذلك الصراع من خلال محاكمة يقدمها أبناء الجيل الحالى لأحد رموز الآباء الذى يجسده الفنان أحمد راتب فى صورة مخرج مسرحى يبحث عن أبطال لعرضه الجديد. وتابعت: كل ذلك نعرضه فى إطار استعراضى كوميدى ساخر.. وقد أجرينا كفريق عمل بعض التجديدات فى العرض حيث كان لى بعض الملاحظات التى قمت بتغييرها بالاتفاق مع المؤلف كرم النجار والمخرج ناصر عبدالمنعم لتتواكب الشخصية مع الأحداث ومجريات العصر الحديث لأننا قدمنا العرض منذ سنوات وقد اختلفت الأن بعض الأحداث والعقليات عن السابق. وحول اتهام البعض للاستعراضات المقدمة بالمسرحية بالتقليدية التى يغيب عنها الإبهار، أوضحت أن تلك الاستعراضات من تصميم الدكتور عاطف عوض وهى بالفعل كانت جديدة منذ تسع سنوات وقد وصفها البعض بأنها قد تبدو قديمة لأننا لم نمتلك الوقت الكافى لتصميم رقصات واستعراضات جديدة ولكن معظم الرقصات كانت شرقية وهو ما لا يحتاج إلى تجديد. غير أنها عادت وقالت إن الجمهور تفاعل مع الاستعراضات التى قدمتها بصورة طيبة لأنى حاولت جاهدة أن أدخل عليها بعض الانسيابية والمرونة لتظهر بطريقة حديثة نوعا ما. وعن مغامرة عرض المسرحية فى هذا التوقيت رغم إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية، أوضحت: بالطبع توقيت صعب جدا لأبعد الحدود لما يتردد الآن من مشكلات المناطق المغلقة وإنفلوانزا الخنازير إضافة إلى توقيت الامتحانات الدراسية وبطولة الأمم الأفريقية، ولكننا فوجئنا بوجود الجماهير بصورة كثيفة لم نكن نتوقعها، الأمر الذى حمسنا لأن نمد عرض المسرحية لفترة جديدة فى المرحلة المقبلة قبل تصويرها للتليفزيون. وتابعت: أكبر دليل على نجاحنا أن الجمهور يأتى للمشاهدة لأنهم يتناقلون أخبار العرض بعد مشاهدته فيما بينهم بجانب اعتمادهم على الأسماء التى على الأفيش. وحول اتهامها بارتجال بعض المشاهد التى جمعتها بصفاء جلال، أكدت أنوشكا أن المشهد لم يكن ارتجاليا بالمعنى المعروف ولكننا بالفعل أطلقنا لأنفسنا عنان المشاعر الصادقة وأضفنا بعض الكلمات الأنثوية التى تعبر عن أحاسيس اثنتين إحداهما أرستقراطية لم تعان قط من قلة الحب والأخرى تتمنى أن تصادف رجلا يحبها ويحنو عليها، وبالفعل كان أداؤنا فى المشهدا أقرب إلى الواقع.