كشف عدد من خبراء ومستثمرى السياحة من أصحاب ومديرى الفنادق بجنوبسيناء أن هناك عدة عقبات أمام فنادق شرم الشيخ لانشاء محطات للطاقة قبل انطلاق فعاليات قمة المناخ العالمية نوفمبر القادم بشرم الشيخ وأهمها تداعيات جائحة كورونا والخسائر التى لحقت بالقطاع من جراء توقف النشاط السياحى لبعض الفترات والتى أدت إلى وجود نقص فى السيولة وتراكم مديونيات الفنادق لدى الجهات الحكومية المختلفة. وأعلنت معظم فنادق شرم الشيخ استعدادها للعمل بالطاقة النظيفة التى تراعى جميع المعايير البيئية والمناخية وذلك فى إطار خطة الحكومة لتحويل جميع فنادق المدينة لمنشآت صديقة للبيئة بحلول شهر سبتمبر المقبل.. وبلغ عدد فنادق شرم الشيخ التى تقدمت بطلبات إلى غرفة المنشآت الفندقية للتحول لمنشآت صديقة للبيئة خلال شهر فبراير الماضى وحتى الآن نحو 50 فندقا. وقال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوبسيناء. ان غالبية فنادق شرم الشيخ بدأت فى إجراءات التحول حاليا لفنادق صديقة للبيئة تنفيذا للتوجيهات الحكومية فى هذا الشأن إلا أن هناك العديد من المعوقات التى تؤجل عملية التحول بشكل سريع حاليا مثل عدم وجود محطات لتوليد الطاقة الشمسية بالقدر الكافى بجنوبسيناء بشكل عام وبشرم الشيخ بشكل خاص.. مشيرا إلى ان نقص السيولة التى تمتلكها الفنادق تقف عائقا أمام المنشآت الفندقية لإقامة تلك المحطات حتى لو تم تمويلها من البنوك فى ظل تراكم المديونيات على العديد من المستثمرين خلال السنوات ال 3 الماضية بسبب جائحة كورونا.. لافتا إلى أن بعض الفنادق مدينة للبنوك بمبالغ كبيرة ومن الصعب عليها التقدم بطلبات أخرى للاقتراض من جديد فى ظل تراجع الحركة السياحية الوافدة لشرم الشيخ حاليا. واقترح عضو جمعية مستثمرى السياحة بجنوبسيناء قيام الحكومة بإنشاء عدد من المحطات الشمسية بالأماكن التابعة لها بشرم الشيخ على ان تقوم الفنادق بشرائها منها وفقا للسعر الذى يتم تحديده، موضحا أن نسبة الكهرباء المستخرجة من الطاقة الشمسية لن تزيد بأى حال من الأحوال عن 40% من الطاقة التى تستخدمها الفنادق حاليا. وأضاف ان وزارة السياحة والآثار ومحافظة جنوبسيناء طالبوا جميع المنشآت الفندقية بالمدينة بإنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية بالأماكن الخالية بالفنادق أو فوق أسطحها.. لافتا إلى ان هذا الطلب يواجه صعوبات عديدة لتنفيذه أهمها ان هناك العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية بالمدينة لا يوجد بها أرض فضاء لانشاء تلك المحطات فضلا عن ان أسطح غالبية الفنادق تتواجد بها أجهزة التكييف والتدفئة الخاصة بالغرف. وقال علاء عاقل رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية أن العديد من فنادق شرم الشيخ بدأت حاليا فى التعاقد مع شركات مصرية ودولية لكى تتحول للعمل بشكل كلى بالطاقة الشمية.. لافتا إلى ان العديد من البنوك المصرية ستقوم بتمويل الفنادق لإتمام عملية التحول إلى الطاقة النظيفة وذلك فى إطار استعدادات جميع الجهات لاستضافة مصر لمؤتمر الأممالمتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ (COP27) فى دورتها ال27 والتى ستستضيفها مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل والذى من المنتظر ان يحضره نحو 30 ألف زائر من مختلف دول العالم بالقمة، بينهم علماء وخبراء فى مجالات البيئة والمناخ. وأشار إلى أن المقاصد السياحية التى لن تستخدم الطاقة النظيفة أو تراعى المعايير البيئية والمناخية لن يكون لها مكان على خارطة السياحة العالمية خلال السنوات المقبلة، موضحا أن تحول جميع فنادق شرم الشيخ لتكون صديقة للبيئة خلال ال 6 شهور المقبلة سيسهم بشكل كبير فى زيادة الحركة السياحة الوافدة إليها من مختلف دول العالم. وأوضح رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية أن تحول المنشآت الفندقية المصرية نحو السياحة الخضراء الصديقة للبيئة هو إحدى الخطوات الهامة للوصول إلى التنمية المستدامة.. موضحا أن إجراءات التقدم بطلبات التحول لمنشآت صديقة للبيئة تشمل التقدم للغرفة بطلب التحويل ثم التوقيع على استمارة البيانات الخاصة بالمنشأة الفندقية وسداد الرسوم المقررة لذلك، لافتا إلى ان الغرفة ستقوم بإرسال مدربين لتعريف الفندق بالإجراءات اللازمة نحو التحول للسياحة الخضراء وتدريبهم على كيفية القيام بذلك. وقال هشام الشاعر عضو لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية أن جميع الفنادق المصرية ستتحول قريبا لتكون منشآت صديقة للبيئة.. لافتا إلى أن المرحلة الأولى للتحول شملت فنادق مدينة شرم الشيخ والتى تعمل من الآن ولمدة 6 أشهر على تطبيق جميع الاشتراطات البيئية اللازمة للحصول على شهادة معتمدة من إحدى الجهات المحلية أو الدولية المتخصصة بأنها صديقة للبيئة. وأضاف ان التحول نحو السياحة الخضراء لا تقتصر أهميته فقط على الجوانب البيئية والمناخية الناتجة عن استخدام الطاقة النظيفة فى الفنادق وإعادة تدوير المخلفات الصلبة بها وزيادة المناطق الخضراء بل تمتد إلى زيادة الحركة السياحية إلى الدول التى تطبق معايير السياحة الخضراء، لافتا إلى أن الدول التى لن تتحول منشآتها لكيانات صديقة للبيئة لن يكون لها مكان على خارطة السياحة العالمية خلال السنوات المقبلة.. مؤكدا أن تحويل المنشآت السياحية لتكون كيانات صديقة للبيئة لم يعد رفاهية بل أصبح ضرورة تفرضها حاجة السائح حاليا للتواجد بأماكن تراعى جميع المعايير والاشتراطات البيئة والمناخية.