التقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، سلوين تشارلز هارت المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعمل المناخي، والأمين العام المساعد للعمل المناخي، بحضور إيلينا بانوفا المنسق المقيم لمكتب الأممالمتحدة في مصر، وذلك خلال زيارته الثانية لمصر، حيث تم بحث أطر التعاون المشترك مع الأممالمتحدة في ظل رئاسة مصر للدورة المقبلة من مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ UN COP27، المقرر انعقاده بشرم الشيخ. يأتي ذلك في إطار الدور الذي تقوم به وزارة التعاون الدولي، وفقًا للقرار الجمهوري رقم 303 لسنة 2004، لتنمية وتدعيم علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر والدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وإدارة العلاقات الاقتصادية لمصر مع المنظمات وهيئات ومؤسسات التعاون الاقتصادى والمؤسسات المالية الدولية والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة. في بداية اللقاء، رحبت المشاط بالمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، في زيارته الثانية لمصر، التي تكتسب أهمية خاصة، لاسيما وأن مصر تستعد لاستضافة مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ بنهاية العام الجاري، مشيرة إلى اللقاء السابق الذي تم خلال سبتمبر الماضي، والمشاركة الفعالة للمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للعمل المناخي، في منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي. وأثنت على جهود الأممالمتحدة ووكالاتها التابعة للتكامل مع جهود الحكومة لتنفيذ الرؤى التنموية، ودعم كل محاورها، تحت مظلة الإطار الاستراتيجي للشراكة للفترة من 2018-2022، وإطار التعاون من أجل التنمية المستدامة للفترة 2023-2027. ولفتت إلى أن الدولة تمضي قدمًا نحو التحول نحو الاقتصاد الأخضر وزيادة جهود العمل المناخي في إطار خطتها لمكافحة التغيرات المناخية لعام 2050 وما يتصل بها من استراتيجيات قطاعية، وفي هذا الصدد، فإنه يتم تنسيق الجهود مع الأممالمتحدة ووكالاتها التابعة للتوسع في تعزيز الجهود المبذولة لمواءمة المشروعات الجديدة مع العمل المناخي، الذي يعد محورًا رئيسيًا من محاور إعداد إطار الشراكة الجديد للفترة من 2023-2027. وأشارت إلى أن الوزارة تعمل مع كل شركاء التنمية والمؤسسات الدولية والبنوك متعددة الأطراف، وكذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني لدعم العمل المناخي في مصر، في إطار رئاسة مصر للدورة المقبلة من مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ UNFCCC COP 27، من خلال تعزيز مشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، والتركيز على وضع أطر تشجيع التمويل المبتكر والمختلط لدعم العمل المناخي. وأوضحت أنه من خلال هذه الجهود نعمل على تحقيق التكامل والمواءمة بين العمل المشترك لكل شركاء التنمية فيما يتعلق بالعمل المناخي، لتركيز الجهود وتنسيقها بما يدعم رؤية الدولة الوطنية في هذا الصدد، كما يتم في الوقت الحالي وضع تقرير المناخ والتنمية الخاص بمصر من قبل البنك الدولي بالتنسيق مع كل الجهات المعنية في مصر. وأكدت أهمية وضع إطار دولي للتمويل المبتكر والمختلط يعزز جهود الدول النامية والناشئة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر وتنفيذ مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات تغير المناخ، ويحفز القطاع الخاص على المشاركة في التمويل، من خلال أدوات تقليل المخاطر. وأوضحت أن محفظة التعاون الإنمائي الجارية تبلغ قيمتها 26 مليار دولار، جزء كبير منها موجه لمشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات تغير المناخ، ويمكن أن يمثل ذلك مسارًا للتعاون بين دول الجنوب من خلال الأممالمتحدة لنقل خبرات صياغة المشروعات وتنسيق العمل الإنمائي لتعزيز جهود مكافحة التغيرات المناخية. كما أشارت إلى الإجراءات التي اتخذتها الدولة لدفع التحول نحو الاقتصاد الأخضر، من بينها إصدار أول سندات خضراء بمنطقة الشرق الأوسط بقيمة 750 مليون دولار، موضحة أن مصر تعمل حاليًا على تنفيذ المبادرة الرئاسية للتنمية المتكاملة للريف المصري "حياة كريمة"، التي تستهدف الارتقاء بحياة المواطنين في نحو 4500 قرية، ويتم التباحث مع مكتب الأممالمتحدة في مصر بشأن تنسيق التدخلات المستقبلية في المبادرة على مستوى الاستثمار في رأس المال البشري. من جهته، قال سلوين تشارلز هارت، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالعمل المناخي والأمين العام المساعد للعمل المناخي: "مع تفاقم أزمة المناخ، من الضروري أن نرى تحول سريع ودوري. في الفترة التي تسبق انعقاد قمة المناخ COP27، ستعمل الأممالمتحدة جنبًا إلى جنب مع الحكومة المصرية لتحقيق نتائج طموحة للحفاظ على الهدف العالمي بعدم زيادة درجة حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية، وتعزيز تمويل المناخ للبلدان النامية، وتوسيع نطاق تمويل مشروعات التكيف مع التغيرات المناخية في ظل تنامي الاحتياجات المالية. هذا العام يعد محورًا في تعزيز التقدم نحو العمل المناخي، ونحن على أهبة الاستعداد لدعم رئاسة مصر لمؤتمر المناخ". جدير بالذكر أن وزارة التعاون الدولي بدأت بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة في مصر عملية مشاورات موسعة في عام 2021، بمشاركة نحو 30 جهة وطنية من الوزارات والهيئات والمجالس القومية، إلى جانب 28 من الوكالات والبرامج التابعة للأمم المتحدة؛ لإعداد الإطار الاستراتيجي للتعاون من أجل التنمية المستدامة بين مصر والأممالمتحدة 2023-2027 (UNSDCF).