"حياتنا كلّها فنادق رخيصة وحقائب سفر وغرف مبقعة الفرش بعرق الآخرين وبقاياهم".. من كتاب موال البيات والنوم للكاتب والروائي الراحل خيرى شلبى، والذي تمر اليوم ذكرى ميلاده حيث ولد في مثل هذا اليوم 31 يناير 1938 فى قرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، ويعد خيري شلبي أحد أبرز كتاب جيل الستينيات وأغزرهم إنتاحا ولقب بشيخ الحكائين، ويوصف بأنه رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة. ♦ فن البورتريه ٌابتدع في الصحافة المصرية لونا من الكتابة الأدبية كان موجودا من قبل في الصحافة العالمية ولكنه أحياه وقدم فيه إسهاما كبيرا اشتهر به بين القراء، وهو فن البورتريه، حيث يرسم القلم صورة دقيقة لوجه من الوجوه تترسم ملامحه الخارجية والداخلية، إضافة إلى التكريس الفني للنموذج المراد إبرازه، وقدم في فن البورتريه مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية، على امتداد ثلاثة أجيال، من جيل طه حسين إلى جيل الخمسينيات إلى جيل الستينيات. وبرع خيري شلبي في كتاب البورتريه وقدم 250 شخصية من نجوم مصر بجميع المجالات، ومن أشهر أعماله النوم، ثلاثية الأمالي والأوباش ووكالة عطية وصحراء المماليك وغيرها. ♦ رائد الفانتازيا التاريخية يعد خيري شلبي رائد الفانتازيا التاريخية في الرواية العربية المعاصرة، وتعد روايته (رحلات الطرشجي الحلوجي) عملا فريدا في بابها، وقد ترجمها إلى الإنجليزية المترجم الأمريكي مايكل كوبرسون. كان من أوائل من كتبوا ما يسمى الآن بالواقعية السحرية، ففي أدبه الروائي تتشخص المادة وتتحول إلى كائنات حية تعيش وتخضع لتغيرات وتؤثر وتتأثر، وتتحدث الأطيار والأشجار والحيوانات والحشرات وكل ما يدب على الأرض، حيث يصل الواقع إلى مستوى الأسطورة. على سبيل المثال روايته (السنيورة) وروايته (بغلة العرش) حيث يصل الواقع إلى تخوم الأسطورة، وتصل الأسطورة في الثانية إلى التحقق الواقعي الصرف، أما روايته (الشطار) فإنها غير مسبوقة وغير ملحوقة لسبب بسيط وهو أن الرواية من أولها إلى آخرها (خمسمائة صفحة) يرويها كلب، كلب يتعرف القارئ على شخصيته ويعايشه ويتابع رحلته الدرامية بشغف. ♦ مسيرة ثرية في فترة السبعينيات من القرن الماضي كان خيرى شلبي باحثا مسرحيا، اكتشف من خلال البحث الدؤوب أكثر من مائتي مسرحية مطبوعة في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين، بعضها تم تمثيله على المسرح بفرق شهيرة وقد نشرت أسماء الفرق والممثلين، وبعضها الآخر يدخل في أدب المسرح العصيّ على التنفيذ، وقد أدهشه أن هذه المسرحيات المكتشفة لم يرد لها ذكر في جميع الدراسات التاريخية والنقدية التي عنيت بالتاريخ للمسرح المصري، ومعظمها غير مدرج في (ريبروتوار) الفرقة التي مثلتها، وبعضها الآخر انقرضت الجوقات التي مثلتها. وقام الباحث بتحقيق هذه المسرحيات في حديث بإذاعة البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي حاليا) تحت عنوان (مسرحيات ساقطة القيد) ضمن برنامج كبير كان يقدمه الروائي بهاء طاهر. والجدير بالذكر أن الباحث وضع خطة (حاليا) لتجميع هذه الأحاديث (وهي دراسات بكل معنى الكلمة) في كتاب كبير يحفظ لهذه الأعمال ريادتها. يعد خيري شلبي من رواد النقد الإذاعي، ففى فترة من حياته أثناء عمله كاتبا بمجلة الإذاعة والتليفزيون تخصص في النقد الإذاعي بوجهيه المسموع والمرئي. وكان إسهامه مهما لأنه التزم الأسلوب العلمي في التحليل والنقد بعيدا عن القفشات الصحفية والدردشة، فكان يكتب عن البرنامج الإذاعي كما يكتب عن الكتاب والفيلم السينمائي والديوان الشعري. ٌابتدع في الصحافة المصرية لونا من الكتابة الأدبية كان موجودا من قبل في الصحافة العالمية ولكنه أحياه وقدم فيه إسهاما كبيرا اشتهر به بين القراء، وهو فن البورتريه، حيث يرسم القلم صورة دقيقة لوجه من الوجوه تترسم ملامحه الخارجية والداخلية، إضافة إلى التكريس الفني للنموذج المراد إبرازه، وقدم في فن البورتريه مائتين وخمسين شخصية من نجوم مصر في جميع المجالات الأدبية والفنية والسياسية والعلمية والرياضية، على امتداد ثلاثة أجيال، من جيل طه حسين إلى جيل الخمسينيات إلى جيل الستينيات. وقد صدر من هذه الشخصيات ثلاثة كتب هي: أعيان مصر، عن الدار المصرية اللبنانية.صحبة العشاق، عن الهيئة العامة للكتاب. فرسان الضحك، عن دار التحرير للطبع والنشر. ترجمت معظم رواياته إلى الروسية والصينية والإنجليزية والفرنسية والأوردية والعبرية والإيطالية، وخصوصا رواياته: الأوباش، الوتد، فرعان من الصبار، بطن البقرة، وكالة عطية، صالح هيصة. قدمت عنه عدة رسائل للماجستير والدكتوراه في جامعات القاهرة وطنطا والرياض وأكسفورد وإحدى الجامعات الألمانية، قدمت أعماله للسينما في: فيلم الشطار مع المخرج نادر جلال عن رواية بنفس العنوان، وفيلم سارق الفرح مع المخرج داود عبد السيد عن قصة قصيرة. رواية وكالة عطية تناولها الممثل المصري حسين فهمي كعمل تليفزيوني في مسلسل يحمل نفس الاسم وتم عرضه في رمضان 2009 في التليفزيون: مسلسل (الوتد) من إخراج أحمد النحاس، ومسلسل (الكومي) عن ثلاثية الأمالي ومن إخراج محمد راضي. ♦ منصات التتوج حاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1980- 1981. حاصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980 – 1981. حاصل على جائزة أفضل رواية عربية عن رواية "وكالة عطية" 1993. حاصل على الجائزة الأولى لإتحاد الكتاب للتفوق عام 2002. حاصل على جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عن رواية وكالة عطية 2003. حاصل على جائزة أفضل كتاب عربي من معرض القاهرة للكتاب عن رواية صهاريج اللؤلؤ 2002. حاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005. رشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب. تولى رئاسة تحرير مجلة الشعر (وزارة الإعلام) لعدة سنوات. تولى حتى رحيله رئاسة تحرير سلسلة: مكتبة الدراسات الشعبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة(وزارة الثقافة). ♦ أعمال ادة من أشهر رواياته : السنيورة، الأوباش، الشطار، الوتد، العراوي، فرعان من الصبار، موال البيات والنوم، ثلاثية الأمالي (أولنا ولد - وثانينا الكومي - وثالثنا الورق)، بغلة العرش، لحس العتب، منامات عم أحمد السماك، موت عباءة، بطن البقرة، صهاريج اللؤلؤ، نعناع الجناين، بالإضافة إلى: نسف الأدمغة، صحراء المماليك، وكالة عطية. ♦ محطة الرحيل توفي الكاتب والرواي الكبير خيري شلبي فجر يوم 2011/9/9 عن عمر يناهز 73 عاماً.