حذر الحزب الوطنى الديمقراطى الألمانى المتطرف (NPD) فى دراسة بثها على موقعه الإلكترونى، من تحول ألمانيا إلى بلد شبه إسلامى بحلول عام 2045 حيث سيصل عدد المسلمين إلى 51 مليون نسمة، مقابل 50 مليون ألمانى فقط. ودشن الحزب بهذه الدراسة حملة ضد سماح الحكومة الألمانية بتنامى الوجود الإسلامى، تحت شعار «لن تكون ألمانيا فى يد إسلامية أبدا» مستندا إلى إحصائيات رسمية وغير رسمية من الحكومة ومراكز متخصصة، نشرتها صحف «فرانكفورتر ألجماينه» و«تاجشبيجل» العام الماضى 2009. والحزب يمثل اليمين الألمانى المتطرف، ولا يمتلك مقاعد فى البرلمان الاتحادى، ويملك حاليا 14 مقعدا فى برلمانات 5 ولايات ألمانية فقط من أصل 16 ولاية، وبرز اسمه خلال أحداث محاكمة قاتل مروة الشربينى فى دريسدن، بعدما أعلن القاتل عن اقتناعه بأفكاره بل وتمنى أن يتغير اسمه إلى (NSDAP) الاسم المختصر للحزب النازى القديم. وأوضحت الدراسة أنه بين عامى 2006 و2007 زاد عدد المسلمين فى ألمانيا إلى 3.5 مليون نسمة، حسب دراسة المعهد الإسلامى المركزى بألمانيا، ثم زاد العدد وفق إحصائية أخرى إلى 4.3 مليون نسمة، بينما قالت وزارة الداخلية إن عدد المسلمين 4 ملايين نسمة، يمثل الأتراك أكثر من نصفهم، ومنهم 330 ألفا من الشرق الأوسط، و280 ألفا من شمال أفريقيا، و260 ألفا من دول أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا، و70 ألفا فقط من إيران. وأضافت الدراسة أن معدل نمو المجتمع الإسلامى فى ألمانيا يبلغ 6.6% سنويا، بسبب زيادة عدد المواليد فى الأسر العربية، والهجرة المستمرة للأتراك، بينما ينكمش معدل النمو فى المجتمع الألمانى التقليدى بشكل مطرد، بسبب تقارب نسبتى الوفيات والمواليد، مما ينبئ بوصول التعداد السكانى فى ألمانيا إلى 101 مليون نسمة، منهم 51 مليون مسلم غالبيتهم من أصول أجنبية، و50 مليون ألمانى. واعتبر الحزب هذا السيناريو «كارثيا» وألقى بظلاله على استفتاء أجرته محطة تليفزيونية كبرى، أظهر أن 75% من الألمان قلقون بنسب متفاوتة من انتشار الإسلام، مقابل 22% فقط أوضحوا أنهم غير قلقين. وأشارت الدراسة إلى الزيادة المستمرة فى أعداد المساجد، من 3 فقط عام 1970 إلى 1500 فى عام 1990، و2300 عام 1997، ثم 3 آلاف مسجد كبير وزاوية وساحة صلاة موزعة على 16 ولاية ألمانية. وحاولت الدراسة إظهار الوجود الإسلامى فى ألمانيا بصورة «الجهل وعدم إفادة المجتمع علميا» فأوردت إحصائيات صحفية تثبت انخفاض نسبة المتعلمين بين الأتراك (أكبر شريحة إسلامية) فمنهم 16% لم يلتحقوا بالمدارس، و33% حصلوا على الشهادة الابتدائية فقط، و17% لم يحصلوا على درجات تعليمية رغم التحاقهم بالمدارس، و11% فقط منتظمون فى المدارس العامة. وقللت الدراسة من شأن تعداد الألمان المتحولين حديثا إلى الإسلام، رغم أن الداعية الإسلامى الألمانى بير فوجل، أكد تضاعف عددهم 4 مرات سنويا بين عامى 2005 و2008، وأنهم وصلوا إلى نحو 20 ألفا وفق آخر إحصاء. وينظر الساسة الألمان إلى تحركات هذا الحزب بمزيد من القلق على القيم المجتمعية مثل الترحيب بالأجانب كعاملين وطلاب، وعدم التمييز على أسس اللون والعرق والدين، مما جعل دار العمودية فى دريسدن تعبر عن سعادتها بتراجع نتائج الحزب من 4% إلى 1.5% فى الانتخابات، كمؤشر على انخفاض شعبيته فى ولاية سكسونيا. وكان الحزب قد نشر ملصقا إبان الانتخابات الماضية يحمل رسما لعدة خراف بيضاء ترفس خرافا سوداء وتخرجها من دائرة الضوء، وحملت شعار «دعونا ننظف مكاننا» فى إشارة عنصرية واضحة.