على باب منزلهم الصغير، تجلس "زهرة" التي تبلغ من العمر 7 سنوات فقط، مع أشقائها الخمسة، لتقوم بواجب الشقيقة الكبرى، حيث أحضرت الخبز للصغار ليتناولوا وجبة العشاء، فيما جلست هي لتضفر شعر شقيقتها، ثم نظرت إليهم بتمعن وبكت، لأنها لا تعلم متى ستكون النظرة الأخيرة، وهل هذا هو يومها الأخير في بيت العائلة؟. تنتظر زهرة يوميا مشتريها ليأت ويحصل على بضاعته، حيث باعها والدها قادر، الذي يبلغ من العمر 35 عاما، لرجل كبير يبلغ من العمر 52 عاما لا يعرفه من قبل، وذلك مقابل 1386 جنيها إسترلينيا، صرفهم قادر لسداد ديونه ومعالجة أحد أبناؤه، هذا بحسب ما ذكر في موقع "دايلي ميل". يقول قادر عن بيع ابنته، "لم يكن أمامي حل آخر، كان يجب أن أبيعها لكي يبقى أشقاؤها على قيد الحياة، لأنهم كانوا سيموتون من قلة الطعام، للأسف إنها تبكي طوال الوقت، وتسألنا أنا والدتها لماذا بعناها؟ لقد دمرت مستقبلها، لا أعلم كيف سيعيش هذا الرجل معها، ولا أستطيع النوم ليلا بسبب ذلك، ولكن ليس أمامي ما أفعله". قادر لم يكن الأب الوحيد الذي باع ابنته بسبب الفقر، فقد أكدت يوجيتا ليماي، مراسلة البي بي سي، أنها حضرت صفقة بيع أم أفغانية لابنتها، مقابل 370 جنيها إسترلينيا، حيث كان يريد المشتري الفتاة زوجة لابنه في المستقبل. دفع المشتري نصف المال فقط، ووعد بأن يكمل الصفقة عندما تستطع الفتاة المشي، حيث إنها مازالت طفلة رضيعة، وقد قالت والدتها عن بيعها لمراسلة البي بي سي، "أطفالي الآخرين كانوا سيموتون من الجوع، فاضطررت لبيعها، هذه ابنتي وبالتأكيد أشعر بالحزن، ولكن ماذا أفعل؟". يقول الناشط الأفغاني في مجال الحقوق المدنية محمد نعيم ناظم للدايلي ميل: "مع زيادة الفقر والجوع في أفغانستان، يقوم المزيد من الناس ببيع بناتهم، فهذا الأمر أصبح شائعا في ثقافتنا، وهو شيء مقلق ومرعب". أوضح الناشط أنه يتم شراء الفتيات بشكل غير قانوني بغرض الزواج، كجزء من صفقات لتسوية الديون وكذلك للحصول على دخل مادي، مشيرا إلى أنه عادة ما يتم شراء الفتيات من قبل كبار السن من الرجال، ثم تتعرض حياة هؤلاء الفتيات إلى الخطر عندما يصبحن حوامل قبل أن تكون أجسادهن جاهزة للولادة. في عام 2017، أطلقت الحكومة الأفغانية خطة عمل وطنية للقضاء على الزواج المبكر وزواج الأطفال، وهو تطور مشجع في بلد كان السن القانوني للزواج فيه هو 16 عامًا ويتزوج 33% منه قبل بلوغ سن 18 عامًا، ولكن بعدما أطيح بالحكومة، وتولت طالبان الحكم، انتشر بيع الفتيات من جديد بغرض الزواج منهن وهن أطفال. يذكر أن أفغانستان تعيش حاليا في وضع اقتصادي سيتسبب في حدوث كارثة بالنسبة لأزمة الفقر، خاصة بعدما رفضت العديد من البلاد الاعتراف بحكومة طالبان، وتوقفت المساعدات الخارجية التي كانت تشكل 40% من ميزانية أفغانستان. ووفقًا لتقرير نشرته الأممالمتحدة، فإن 5% فقط من الأسر الأفغانية، لديها ما يكفي من الطعام للعيش بصورة طبيعية كل يوم، بينما يواجه أكثر من نصف السكان خطر المجاعة. يقول دايفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: "أفغانستان من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن أسوأها، فنحن أمام العد التنازلي لكارثة سوف تحدث هناك قريبا".