كشف رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يوم الاثنين أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض وساطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره اللبناني سعد الحريري في انقرة متطرقا إلى المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل التي جرت بوساطة تركية: "لقد توقفت هذه المفاوضات في الجولة الخامسة ويسألوننا عن كيفية استئنافها". وأضاف: "هناك رأي يقول إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي سيؤدي هذا الدور فيما الرئيس بشار الأسد يقول +إننا لا نقبل وساطة الرئيس ساركوزي إنما نريد أن تكون تركيا هي الوسيط وأن تتواصل المفاوضات في إطار وساطتها+". وتابع أردوغان: "أهم شيء هنا أن نعرف : هل تريد إسرائيل السلام أم لا؟". وتساءل في إشارة إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين مساء الأحد في قصف إسرائيلي على قطاع غزة: "لماذا تهاجم إسرائيل قطاع غزة الآن وتدعي أن هناك قصفا من الطرف الفلسطيني في حين أننا نعرف نحن أنه ليس هناك أي قصف؟". واتهم إسرائيل بأنها: "تلجأ دائما إلى استخدام القوة المفرطة لأن لديها القوة". وكانت محادثات غير مباشرة بدأت بين إسرائيل وسوريا برعاية تركيا في مايو 2008 غير أنها توقفت إثر الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة بين أواخر ديسمبر 2008 وبداية يناير 2009 ما أثار فتورا في العلاقات بين تركيا وإسرائيل. وفي نوفمبر الماضي، أعلن ساركوزي في مقابلة مع صحيفة الوطن السورية قبيل زيارة قام بها الرئيس السوري لفرنسا: "يمكننا مع الاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع تركيا أن ندفع نحو استئناف المحادثات بصيغة أو بأخرى، وأن نظهر للإسرائيليين وللسوريين مع ما يتطلبه ذلك من المصداقية أن التوصل إلى حل في نهاية المطاف هو في مصلحتيهما". ومن جهة أخرى, دعا أردوغان إسرائيل لوقف خروقاتها الجوية والبحرية في لبنان، معتبرا أن تركيا "لا يمكن أن تقبل أبدا" بهذا الأمر. وطالب أردوغان إلى "ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل لأنها تستمر في انتهاكاتها الجوية والبحرية وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به أبدا". ودعا أردوغان إلى إصلاح في هيكلية الأممالمتحدة بسبب عدم تطبيق إسرائيل "لأكثر من مائة قرار" صادر عن مجلس الأمن. وقال إن: "القرارات التي لم تطبقها إسرائيل تجاوز عددها 100 قرار, وهو الأمر الذي يدعو إلى ضرورة القيام بإصلاح في الأممالمتحدة، لأن لا معنى لهذه القرارات ولا قيمة لها إذا كان يتم اتخاذها ولا مجال لتطبيقها"، مضيفا "نحن لا نؤيد موقف إسرائيل هذا ولن نبقى صامتين بإزاء هذا الأمر". من جهته، قال الحريري إن "الإرهاب لا يكون بالدفاع عن الأرض، بل العكس هو الصحيح لأن الهجوم على لبنان هو الإرهاب الحقيقي الذي لا يغتفر"، مضيفا "إسرائيل دولة عدوة بالنسبة لنا في لبنان، نحن لم نهاجم إسرائيل في تاريخنا، ونحن معتدى علينا وأرضنا مسلوبة، وقد عانينا من كل هذه الحروب". وتابع الحريري: "فإذا كانت إسرائيل تحاول أن تناور فهذا حقها في المناورة، لكن إذا كانت تبني حساباتها في مكان ما، على أن الشعب اللبناني يمكنه أن ينقسم على بعضه، فأنا أؤكد لكم أن الشعب اللبناني، بعد كل المصالحات الداخلية والمصالحات العربية التي تجري، لن ينقسم". ودعا الحريري أيضا إلى: "قطع الطريق أمام إسرائيل، بعدم دفعها أو إعطائها الذرائع للذهاب إلى الحرب". من جهة أخرى، كشف أردوغان أنه طلب من الرئيس السوري القيام بزيارة للبنان "لتعزيز الأخوة والصداقة بين البلدين". وقال رئيس الحكومة التركية إن الزيارة الأخيرة التي قام بها الحريري للعاصمة السورية كانت "مهمة لتجاوز الكثير من المشاكل الموجودة".