عضو «صناعة النواب»: منع الاستيراد قرار إيجابى.. و«التوك توك» بات وسيلة لجرائم الخطف والسرقة بعد أن صار وسيلة المواصلات الأكثر استخداما فى المناطق الشعبية والأقاليم لسنوات طويلة، قد يودع المصريون «التوك توك» تدريجيا، بعد بدء تنفيذ قرار حكومى بمنع استيراد المكونات الأساسية للمركبات ذات الثلاث عجلات، تنفيذا لخطة الدولة لتطوير منظومة وسائل النقل وإتاحة مركبات آمنة للحفاظ على سلامة المواطنين، وفى وقت يزداد الحديث عن استبداله بسيارات «مينى فان». وكشف طارق عوض، المتحدث باسم مبادرة إحلال السيارات بوزارة المالية، إن ملف إحلال التوكتوك بسيارات «مينى فان» مازال تحت الدراسة. وأضاف عوض، فى تصريح ل«الشروق»، أن الجهات المعنية من وزارتى الداخلية والتنمية المحلية، هى المختصة بمنح التراخيص قانونا لمركبات التوكتوك وال«مينى فان»، لنقل الركاب «أجرة»، خاصة أن الأخيرة يتم ترخيصها حاليا «ملاكى»، وفى حال الترخيص سينضمان للمبادرة. وأمس الأول، أصدرت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، القرار الوزارى رقم 533 لسنة 2021 والخاص بوقف استيراد المكونات الأساسية للمركبات ذات الثلاث عجلات «التوكتوك»، وتشمل القاعدة والشاسيه والمحرك، ويعمل بهذا القرار من اليوم التالى لتاريخ نشره بالوقائع المصرية. وبحسب بيان للوزارة، يأتى القرار فى إطار تنفيذ خطة الدولة الهادفة إلى تطوير منظومة وسائل النقل وإتاحة مركبات آمنة للحفاظ على سلامة المواطنين. وفى يونيو الماضى قرر مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بدء العمل لتيسير إجراءات ترخيص سيارات «المينى فان» كوسيلة نقل جماعى آمنة وحضارية وتقنين أوضاع التوكتوك، وضمها لمبادرة رئيس الجمهورية لإحلال السيارات للعمل بالغاز الطبيعى. ووفقا لمجلس الوزراء فإن عدد مركبات «التوكتوك» المرخصة لا يتجاوز 10% من إجمالى المركبات فى المحافظات. ينضم إلى هذه المؤشرات ما حدث من استبعاد الحكومة للتوك توك من قانون المرور الجديد، الأمر الذى يؤشر إلى أن خطوة اختفائه تدريجيا من الشارع المصرى باتت قريبة، وسط تساؤلات عن مصيره. فى جولتها الميدانية، رصدت «الشروق» بمحافظتى القاهرةوالجيزة انتشار مركبات التوكتوك بجميع الأحياء والمدن والمراكز، يقودها أطفال لا تتعدى أعمارهم 16 سنة. يقول محمد عاطف سائق «توكتوك» بحى بولاق الدكرور فى الجيزة، إن التوكتوك الذى يقوده يعول أسرتين، هو وشقيقه، إذ يعمل هو فى الصباح بينما يعمل أخوه الذى يعول 3 أطفال فى المساء، مضيفا: «مفيش مصدر رزق ليا غير التوكتوك ومعرفش حاجة عن المينى ڤان». لكن المواطن رجب عبدالغفار من منطقة الساحل، يرى أن التوكتوك رفع معدلات الجريمة، وتسبب فى أعمال غير أخلاقية تتنافى مع عادات المجتمع. ويتحدث رجب ل«الشروق»، بينما يمر توكتوك أوقفه صاحبه أمام مقهى فى المنطقة، قطع صوت موتوره قول رجب، الذى بات فى انتظار التنسيق بين رجال المرور والأحياء لحصر أعداد التوكتوك فى الشوارع واتخاذ الإجراء اللازم. من جانبه قال رئيس حى شبرا شمال القاهرة محمد عبدالوهاب ل«الشروق»، إن الحى يشن حملات مستمرة بالتنسيق مع رجال المرور لمواجهة التكاتك بالشوارع، وأنه تُصادر المركبات ويوضع رقم حرز لها ووضعها فى مخزن المضبوطات التابع للحى، وتحرير غرامات مالية تقدر ب1500 جنيه طبقا للقانون واللوائح. وأشار رئيس حى الوايلى، محمد عقل، إلى أن الحى لم يصدر ترخيصا واحدا لمركبة التوكتوك حتى الآن، موضحا أنه يتم التنسيق مع قسم الوايلى بشن حملات ميدانية ومصادرة المركبات التى تواجههم بالشارع، لتسهيل الحركة المرورية أمام المارة والسيارات. وأضاف عقل ل«الشروق» أنه يتم كتابة مذكرة ضد مركبات التوكتوك المتحفظ عليها لعرضها على النيابة، موضحا أن النيابة هى الجهة المنوط لها أن تقر بخروج المركبة مرة أخرى بعد دفع غرامة مالية، أو التحفظ عليها نهائيا دون خروجها مرة أخرى للشارع. ولفت رئيس حى شمال الجيزة أشرف بكر إلى شن حملات مفاجئة على مركبات التوكتوك بصفة مستمرة بالشوارع للتأكد من سلامة أوراق المركبة ومالكها، قائلا: «حال وجود لوحات معدنية للمركبة يتم البحث عن الرخص، فإن تبين انتهاؤها يتم مصادرة المركبه دون كلام». وأقر بكر فى تصريح ل«الشروق» أن أغلب المركبات تسير بدون تراخيص أو أوراق سليمة، لذا يتم مصادرتها وتحرير محاضر ضد مالكها وضعها بمخازن الحى. برلمانيا، أشادت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، بقرار وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع بوقف استيراد المكونات الأساسية للمركبات ذات الثلاث عجلات «التوكتوك»، وتشمل القاعدة والشاسيه والمحرك، مؤكدة أنه قرار إيجابى وجيد والنواب طالبوا من قبل بذلك. وأوضحت متى، فى تصريحات ل«الشروق»، أن هذا القرار يهدف إلى تطوير منظومة وسائل النقل وإتاحة مركبات آمنة للحفاظ على سلامة المواطنين، مشيرة إلى أن «التوكتوك» تسبب فى حدوث جرائم عديدة منها «الخطف والسرقة واغتصاب فتيات»، بجانب الحوادث الكثيرة التى تسبب فيها بين المواطنين والمركبات الأخرى. غير أن «التوكتوك» تسبب فى القضاء على أصحاب الحرف فى الصناعات الصغيرة وأصبح الآن «مفيش صنايعية»، وأصبحوا يقودون «التكاتك» كنوع من الاستسهال ومصدر رزق سريع، وفقا لإيفلين متى. وقال عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب محمد زين الدين، إن التوكتوك ظاهرة انتشرت فى فترة ما لحل مشكلة الانتقال من قرية لأخرى، لكنه الآن توغل فى عواصمالمحافظات والمدن بطريقة غير منضبطة، ونتيجة عدم ترخيصه استخدم فى ارتكاب العديد من الجرائم. وأضاف زين الدين ل«الشروق»، أن حل هذه المشكلة يأتى باستبدال التوكتوك بسيارات الفان الجديدة، حيث إنها ستكون وسائل نقل حضارية، مؤكدا ضرورة منع استيراد قطع غيار التوكتوك، وفى خلال 5 سنوات سيختفى تلقائيا لكن يجب توفير البديل المناسب له، وتحديد خطوط سير لتلك المركبات.