«أنا مرهق يا تويتر! أنا فعلا مرهق!» هكذا اختتم سيمون دومينيكو، الكاتب المتخصص فى التكنولوجيا فى موقع Adage.com، مقالته الشهر الماضى التى كان عنوانها «10 أشياء علمنى إياها تويتر عن الإعلام.. وعن نفسى!» تويتر هو تطبيق تبادل الرسائل القصيرة لحظيا والذى وصف بأنه تطبيق عام 2009، وكان سبب إرهاق دومينيكو منه هو أن تجربة استخدامه علمته أن فكرة «يجب أن نعرف الآن وفورا ماذا يحدث فى الخارج من آخرين» وإصرارنا على أن نكون ضمن «أول من يعرف» ليست إلا شيئا مرهقا، لا يفيدنا حقيقة فى معرفة شىء. فما نعرفه أسرع يكون عادة خطأ أو أقل دقة، مسببا لنوع إدمان، ويجعلنا متحفزين أكثر، سماعنا لتعليقات الناس على كل شىء لا يجعلنا أذكى بل ربما أغبى فى التعامل مع ما هو حقيقى حولنا، هكذا أخذ دومينيكو فى شرح متاعبه مع تويتر، مضيفا أنه تعلم أنه من الأفضل أن يخرج بنفسه لأرض الواقع ليعرف ماذا يحدث. الكثير من المعلومات والأخبار عن العالم قد لا تفيدنا كل لحظة، وكذلك الكثير من الآراء والتعليقات، فقد يجعلنا ذلك متورطين ذهنيا فى أزمة سياسية بعيدة بدون أى قدرة حقيقية على المشاركة. ولكن من ناحية أخرى تكون هذه الوسائل مفيدة إذا كنا ننوى فعلا المشاركة والتورط، تضامنا مع مظلوم قريب أو بعيد، أو اشتراكا فى حدث اجتماعى ضمن محيطنا أو تفاعلا مع نصيحة أو ردا على استفسار. ولكن يمكن أن نتفهم دومينيكو ونحن نرى العديد من المتعصبين المتوثبين للشغب والمستعدين للتورط والمشاركة فى استكمال معركة سمعوا خبرا عن أحد فصولها! والنتيجة أن الخبر يتحول صحيحا كان أو خاطئا فى لحظة من حدث إلى فصل فى معركة بفعل من ينتظرون المشاركة والتورط! القرار يحسمه كل فرد مع نفسه وضمن شبكته التى يتبادل معها التفكير بصوت عال. المشكلة هنا أو ربما يكون التحدى كيف يمكن أن نفكر نقديا ونتحاور من خلال رسائل قصيرة لا يجب أن تزيد الواحدة منها على 140 حرفا؟ أعتى المحررين والشعراء المعتادين على الإيجاز والتكثيف قد يصيبهم الإرهاق عند محاولة فعل ذلك.