«استمرار مشكلات الهواء والمياه وغياب رؤية واضحة للتعامل مع التغيرات المناخية» هذه هى أبرز المشكلات التى يراها الناشط البيئى محمد ناجى مدير مركز حابى للحقوق البيئية والذى يتوقع استمرار نفس المشكلات خلال عام 2010، إلا أنه أعلن عدم استسلامه هو أو نظرائه من الباحثين عن بيئة صحية للمواطن المصرى. ويرى ناجى أن أبرز مشكلتين بيئيتين خلال العام الحالى كانتا مشكلة السحابة السوداء المستمرة منذ عام 1998، ومشكلة تلوث نهر النيل ومياه الشرب، وهى المشكلات المستمرة منذ سنوات رغم مواصلة الحديث عنها، على حد قوله وهو ما يعتبره «انتهاك لحق المصريين فى بيئة صحية نظيفة». يقول ناجى إن مستوى ما تحقق فى مشكلة السحابة السوداء لا يرقى إلى المستوى «المتوسط» فلم يحدث تقدم حقيقى فى حل المشكلة، نافيا أن يكون السبب الحقيقى فيها هو حرق قش الأرز، ولكن مصادر أخرى أبرزها وسائل النقل وما يخرج عنها من عوادم ملوثة، وعدم تطبيق القوانين بجدية. ويتساءل ناجى عما تم إنجازه بشأن مدى التطور فى قياس عوادم السيارات وصيانتها، أو الحد من حرق مخلفات البلدية على أطراف القاهرة وبعضها يحتوى على مخلفات طبية، أو التعامل مع المصانع فى منطقتى حلوان وشبرا الخيمة. ويرى ناجى أن مشكلة السحابة السوداء لا تقتصر على فترة معينة من العام لكنها مستمرة طوال السنة لكن بتركيزات أقل، موضحا أن من يسافر بالطائرة يمكنه أن يرى هذه السحابة فى الطبقات العليا فوق القاهرة. أما بالنسبة لمياه نهر النيل فيشير ناجى إلى استمرار الصرف بأنواعه صناعى وصحى وزراعى على النهر بكميات كبيرة مما يعد «انتهاكا للحق فى الوصول لمياه صحية نظيفة». ويقول ناجى إنه لولا مليارات المترات المكعبة التى يتم صرفها من المياه المخزنة بحيرة ناصر على عدة سنوات لتنظيف مياه النيل، لكان الوضع أصعب بكثير مما هو عليه حاليا. كما ينتقد مدير مركز حابى غياب إعلان دورى عن هذه المشكلات وما يتم فى سبيل حلها، أو توفير معلومات كافية عنها للمواطنين، واستبعاد مشاركة المجتمع المدنى فى الوصول لحل. وإلى جانب هاتين المشكلتين يلقى ناجى بالضوء على قضية التغيرات المناخية الذى يتساءل عن سبب غياب خطة محددة حتى الآن لمواجهة الآثار الناجمة عن هذه الظاهرة على مصر رغم كونها من أكثر خمس دول التى من المتوقع أن تتأثر بشدة منها. وطالب ناجى أن يشهد عام 2010 تجاوز لكل هذه الانتهاكات، وتوفير الحقوق الأساسية للمواطنين وعلى رأسها الحق فى المعلومة. ويقول ناجى: «بالتأكيد نتمنى أن تتخلص مصر من هذه المشكلات وأن ينجحوا فى حلها، لكن لن ننتظر لنترقب هل سيحدث هذا أم لا بل سنحاول مع العديد من الزملاء المهتمين لنضغط للمطالبة بالمعلومات وتوصيلها للناس لأن التغيير مرتبط بالمطالبة بالحق والسعى له من أجل البيئة الصحية والمياه والسكن وكل هذا فى مواجهة حالة الفقر التى تلعب دورا فى مشكلات البيئة من حيث استنفاد موارد الدولة فى معالجته».