فاينانشيال تايمز: طاجيكستان تُجاهر بعداوتها لطالبان وتأوي المُعارضين

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أنه في الوقت الذي يتخبط فيه المجتمع الدولي بشأن الاعتراف بنظام طالبان الجديد في أفغانستان، ظهرت طاجيكستان المجاورة باعتبارها من أشد المنتقدين لطالبان بنحو دفع المعارضين الأفغان للجوء إلى أراضيها.
وأفادت الصحيفة، في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، أن أحمد مسعود زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية ونجل زعيم المقاومة في الحقبة السوفيتية أحمد شاه مسعود، وأمر الله صالح، نائب الرئيس السابق، وعبد اللطيف بيدرام، زعيم حزب المؤتمر الوطني من أفغانستان، تم منحهم جميعًا حق اللجوء في دوشنبه، عاصمة طاجيكستان.
وأوضحت الصحيفة أن جيران أفغانستان في آسيا الوسطى يخشون في حقيقة الأمر أن يؤدي استيلاء طالبان على السلطة إلى إطلاق العنان للتطرف وتحفيز تجارة المخدرات في المنطقة، فضلاً عن زيادة تدفق اللاجئين، غير أنه بالنسبة لطاجيكستان على وجه الخصوص، فإن دعم الطاجيك الذين يشكلون المقاومة الأفغانية والذين واجهوا التمييز منذ فترة طويلة، هي مسألة غير قابلة للتفاوض.
وأضافت أن تاريخ البلدين لطالما كان متشابكًا، حيث لجأ مئات الآلاف من الطاجيك - وهم ثاني أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان - إلى هناك خلال الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي. وفي هذا، أكدت "فاينانشيال تايمز" أن الحكومة الأفغانية المخلوعة وحركة المقاومة، التي تقاتل طالبان في إقليم بانجشير بأفغانستان، أضحتا تستخدم عاصمة طاجيكستان كقاعدة للتخطيط لخطواتهم التالية. فيما قال بيدرام، الذي رصدت طالبان مكافأة 200 ألف دولار على رأسه: "إننا نخطط للإعلان عن مقاومة رسمية لطالبان في غضون شهر".
وأضاف بيدرام، أنه بالنظر إلى إحجام طالبان عن الدخول في محادثات بشأن تشكيل حكومة فيدرالية، فلا خيار أمام حركات المعارضة سوى الدخول في حرب، وتابع: "إما أن نقبل حكم طالبان أو نقاوم، ولا شيء أهم بالنسبة لنا من الحرية. كما أننا لن نستطيع أن نعيش في الظروف التي ستفضها علينا طالبان".
واعتبر أن دعم المقاومة سيزداد بمجرد أن يكتسب الزخم، مع أمله بأن تحصل المعارضة على مزيد من الدعم من روسيا، وهي الضامن التقليدي للأمن في آسيا الوسطى.