«هذا الشاعر كان أبى»؛ أخيرا تستطيع ميسون صقر أن تقولها، بعدما أنهت رحلة البحث وجمعت أشلاء القصائد لترسم لوحة عريضة لوجه أبيها الأمير القديم، والشاعر الذى أرادت له أن يكون خالدا رغم كيد السياسة. «ميسون» الشاعرة والتشكيلية الإماراتية التى صارت مصرية بامتياز، اختارت مصر لتستعيد فيها شعر والدها الذى «خرج من ساحة السياسة لاجئا ومن ساحة الشعر مظلوما». اختارت الشاعرة الانتصار لأبيها عبر إعادة نشر إبداعه الشعرى، فأصدرت فى أربعة مجلدات ديوان الأعمال الكاملة لوالدها الشيخ صقر بن سلطان القاسمى، حاكم الشارقة السابق، مع كتيب يحوى مقدمة الشاعر لديوانه «الفواغى»، بالإضافة إلى قرص مدمج يحوى صوره وطوابع البريد التى تحمل صورته، مضافا إلى ذلك المادة الصحفية المكتوبة عنه فى المجلد الثالث، وديوان الشعر النبطى، مسجلة بعض قصائده بصوت ابنته الشاعرة ميسون. عملية النشر كانت الحلقة الأخيرة والأسهل فى رحلة الإحياء تلك، فقبلها بما يقرب من تسع سنوات بدأت ميسون فى تتبع واصطياد كل الحروف التى خطها الأب المرتحل، فجمعتها من قصاصات ورقية، وروشتات طبية، وتذاكر سفر، وأوراق مستندية، وأوراق تدوين الملاحظات، خاصة بأحد فنادق باريس، وأوراق موائد الطعام، وخلفيات المظاريف البريدية وغيرها، ثم قامت بتحقيق وتدقيق هذا الكم الشعرى الهائل والمبعثر. شارك ميسون فى الاحتفال عدد من الأصدقاء الذين عاونها بعضهم فى رحلة البحث والجمع، منهم الشعراء محمد أبوالمجد وحسن طلب وشعبان يوسف، وشاركها آخرون فى قراءة قصائد الشيخ صقر الخليلية والموزونة، بنفس الإحساس الذى يقرأ به كل واحد منهم قصائده النثرية، وطبع كل منهم بصمته الخاصة على القصائد التى اختار أن يقرأها. الشعراء حلمى سالم، فاطمة قنديل، جمال القصاص، أحمد الشهاوى، لينا الطيبى، ومحمود قرنى، الذين تخللت قراءاتهم معزوفات الفنان نصير شمة، لم يكونوا وحدهم فى هذه الاحتفالية التى أقيمت بدار الأوبرا، كان هناك مبدعون آخرون من المقدرين للتجربة كالكاتب الكبير إبراهيم أصلان، والشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، والكاتب يوسف القعيد.