تعد مصر ثاني أهم مسار في العالم للطيور المهاجرة فهي الجسر الذي يربط بين قارات العالم القديم، وتكون محافظة البحر الأحمر إحدى المحافظات التي تمر بها خلال رحلتها، لذا قام جهاز شؤون البيئة برعاية اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر بإغلاق طواحين الهواء لحماية الطيور الحوامة المهاجرة، طبقًا للمعاهدات الدولية، حفاظا على أسراب الطيور لاستكمال دورة حياتهم. وأوضح الدكتور أسامة الجبالي مدير مشروع حماية "صون" الطيور الحوامة بوزارة البيئة، أن الطيور المهاجرة لها دورتان خلال العام الأولى تبدأ في شهر فبراير وتنتهي في شهر مايو، أما الثانية تبدأ في شهر أغسطس وتنتهي في نوفمبر. وتتعرض خلال رحلتها إلى العديد من المخاطر الطبيعية كالعواصف والأمطار، والمخاطر البشرية كطواحين الهواء والصيد والتسمم بالمبيدات. وأشار إلى أنه يوجد مركز التميز البيئي بجبل الزيت، أنشئ لتدريب الكوادر المصرية على تعريف وتصنيف الطيور، وتقام دورات تدريبية بصفة مستمرة للتعريف بالطيور المهاجرة وغلق طواحين الهواء عند الطلب، والمركز أنشئ باتفاقية بين جهاز شؤون البيئة وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة ومشروع صون الطيور الحوامه، ويتم اختيار المتدربين من خريجي كلية العلوم والصقاريين والهواة بعد تفقد السير الذاتية ومقابلة شخصية، وتكون مدة الدورة أسبوع، ليحصل المتدرب على شهادة معتمدة تمكنهم من العمل فورًا؛ للحفاظ على الطيور الحوامة لتمر رحلتها بسلام. وحققت مصر نجاحًا ملحوظًا على الصعيد العالمي في مجال حماية الطيور من طواحين الهواء والتزامها بالمعايير الدولية، من خلال مشروع إقليمي بالاتفاق مع الدول التي تمر بها أفواج الطيور الحوامة منها: "الأردن، وسوريا، ولبنان، ومصر، والسودان، وإثيوبيا". وعلى صعيد آخر، تجذب أسراب الطيور المهاجرة نظر السائحين لمشاهدتها بأعدادها الضخمة التي تصل إلى عشرات الآلاف، حيث يقوم جهاز شؤون البيئة بعمل خريطة لأماكن تجمع الطيور في البحر الأحمر، وجنوب وشمال سيناء، وأسوان، والسويس وتوزيعها على المنشآت السياحية لعمل برامج ترفيهية لمشاهدة الطيور التي تتنوع ما بين النسور والصقور واللقالق البيضاء والسوداء وطيور البجع والتي تنسج مزيج رائع في السماء يدل على قدرة الله وعظمته.