استمرار تكدس الحشود في مطار كابول أملا في الإجلاء

ظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أن آلاف الأشخاص مازالوا يحتشدون حول مطار كابول، صباح اليوم الأربعاء، على أمل السفر، في رحلة إجلاء من أفغانستان.
فقد أظهرت مقاطع الفيديو مئات الأفغان وهم ينتظرون في خندق، خارج أرض المطار.
وشوهد أحد الرجال في مقطع فيديو وهو يتسلق جدار الخندق، لكن جنديين دفعاه للخلف.
وبدأت الدول في نقل من تم إجلاؤهم من رعاياها من مواقع أخرى وجلبهم إلى المطار، بسبب الوضع الفوضوي، حول مداخل المطار.
وقال شخصان مدرجان على قائمة إجلاء أمريكية أنه تم استدعاؤهما إلى مكان بالمدينة واصطحابهما من هناك إلى المطار في قافلة مدرعة.
وطمأن نائب زعيم حركة طالبان، الملا محمد يعقوب الأفغان بأنه سيكون لهم الحرية في مغادرة البلاد في المستقبل.
وأضاف يعقوب، في مقابلة إذاعية، تم بثها مساء أمس الثلاثاء "إذا كانوا يريدون السفر للخارج للحصول على وظائف لتحسين معيشتهم، يمكنهم التقدم بطلبات لاحقا للحصول على جوازات سفر وتأشيرات ومغادرة البلاد، من خلال القنوات القانونية ".
وتابع أنه لن يمنعهم أحد. ترك البلاد بسرعة وبشكل فوضوي، يثير مشكلة لكافة الجوانب".
غير أن يعقوب أكد على أن معظم الأشخاص في المطار يرغبون ببساطة، في السفر للخارج، "من أجل أحلامهم ، وليس الفرار من حكم طالبان".
وأشار إلى أن ممثلين رفيعي المستوى من الحكومة السابقة، مازالوا يعيشون في البلاد وتم منحهم العفو.
يشار إلى أن فرصة الإجلاء من أفغانستان تقترب من الانتهاء بسرعة.
وما زال الرئيس الأمريكي، جو بايدن يلتزم بخططه لإنهاء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، بحلول 31 أغسطس الجاري، ولم يتأثر بنداءات الحلفاء الأوروبيين أمس الثلاثاء بالسماح بمزيد من الوقت لعمليات الإجلاء من مطار كابول.
وألمحت مصادر دبلوماسية في الأيام الأخيرة إلى أنه فور وقف رحلات الإجلاء، فإن هؤلاء الذين ما زالوا يحتاجون للإجلاء ربما يكونوا قادرين على مغادرة أفغانستان، برا ثم سيتوجهون إلى أوروبا من إحدى الدول المجاورة لها.
والمعبران الحدوديان المؤديان إلى باكستان مفتوحان حاليا ويحتاج الأفغان إلى تأشيرات للدخول.
وأوضح متحدث باسم طالبان ردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الأفغان الذين ليس لديهم وثائق تسمح لهم بالمغادرة لن يتم السماح لهم بالتجمهر بالقرب من المطار.
وقال كبير المفاوضين الألمان ماركوس بوتسل عبر موقع تويتر اليوم الأربعاء إن طالبان وافقت في مفاوضات مع الحكومة الألمانية على السماح للأفغان بمغادرة البلاد حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وأجرى بوتسل محادثات مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر، شير محمد عباس ستانيكزاي.
وأكد ستانيكزاي أن الأفغان الذين يحملون وثائق هوية صالحة يمكنهم مغادرة البلاد على متن رحلات تجارية بعد 31 أغسطس.
ويعني انسحاب القوات الأمريكية نهاية رحلات الإجلاء التابعة للجيش الألماني، لكن بوتسل يتفاوض مع طالبان بشأن كيفية الاستمرار بعد ذلك.
ولا تزال الحكومة الألمانية ترغب في نقل المواطنين الألمان والأفغان المحتاجين للحماية إلى خارج البلاد على متن رحلات مدنية من كابول.
وكتب المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة، سهيل شاهين، عبر موقع تويتر اليوم أن انسحاب القوات الأجنبية في موعده من شأنه أن "يمهد الطريق لاستئناف الرحلات الجوية المدنية".
ومن ناحية أخرى، أفادت أنباء بأن الجنود الأمريكيين منعوا الصحفيين في مطار كابول من دخول المدينة اليوم.
وكتب نائب رئيس تحرير صحيفة "بيلد" الألمانية، بول رونزايمر، الذي كان هناك بنفسه، على تويتر: "أجبرتنا القوات العسكرية الأمريكية ومعنا 10 صحفيين دوليين آخرين على ركوب طائرات متجهة إلى الدوحة، رغم أن لدينا طريقة آمنة للخروج من المطار إلى المدينة. هجوم صارخ على حرية الصحافة".
وأفادت ستيفاني جلينسكي، وهي صحفية حرة تعمل بانتظام في صحيفة الجارديان، بحدوث ذات الوقائع عبر تويتر اليوم.