أما زكريا، النجار المصرى الذى أصبح اليوم حاملا للجنسية الإيطالية بعد ان ترك مصر فى مطلع السبعينيات بحثا عن فرصة عمل مجزية «لأن الظروف فى مصر ما كانتش قد كده»، يقول إنه لولا سفره لإيطاليا لربما كان يعيش فى ضيق كما كثيرين الآن. تحدث زكريا وهو يرتكن مع زوجته الإيطالية وابنه إلى جدار حلوانى بدرو المملوك لأسرة يونانية باقية فى مصر فى أحد الاستثناءات القليلة من الهجرة شبه الشاملة للجاليات الأجنبية من مصر فى النصف الثانى من التسعينيات مع تطبيق قوانين التأميم وخاصة بعد هزيمة 1967. «اليونانيين والطليانة دول كانوا ناس كويسين.. أنا أبويا ربانى انا واخواتى من الشغل معاهم.. الناس دى يمكن ما كانوش يحب مصر زينا بس بردوه كانوا بيحبوها». «إسكندرية أيام زمان كانت حاجة تانية خالص.. نظافة وشياكة.. بس مش إسكندرية بس.. مصر كلها كانت حاجة تانية.. أنا دلوقت باحزن لما باجى كل كام سنة واشوف التدهور والزبالة.. أنا مش عارفة ليه كده»، يقول زكريا بآسى قبل أن تستحثه زوجته للذهاب.