في مواجهة تزايد وتيرة موجات الحر وتناقص مصادر المياه وتغير الطقس، حاولت كثير من البلدان إيجاد حلول لمشكلة نقص الأمطار، ومن هذه الدول كانت الإمارات العربية المتحدة، التي حاول العلماء فيها خلق أمطار غزيرة باستخدام أسطول من الطائرات بدون طيار. تحدث هذه العملية باستخدام الشحنات الكهربائية التي يتم تفريغها من الطائرات بدون طيار، حيث ابتكر علماء الإمارات قطرات ماء كبيرة أدت إلى تكوين غيوم كبيرة ثم أمطار كثيفة، بحسب شبكة "إس إن بي سي". ما هو البذر السحابي؟ استمطار السحب هي عملية يتم فيها إجراء بعض التغييرات في الطقس؛ ما يؤدي إلى هطول أمطار أو ثلوج، ولا تعد تقنية البذر السحابي تقنية جديدة، حيث تم تجربتها بنجاح لأول مرة في عام 1923 بواسطة الكيميائي والأستاذ الجامعي الأمريكي وايلدر دوايت بانكروفت. والطريقة الأكثر شيوعًا لرؤية السحب هي إدخال مواد كيميائية معينة في السحب الموجودة بالفعل، تعمل هذه المواد على زيادة معدل التكثيف من خلال العمليات الكيميائية أو من خلال توفير نوى ثلج بلورية يمكن أن تتشكل قطرات الماء وتتراكم حولها، ويمكن إدخال هذه المواد إما من خلال الطائرات أو الصواريخ أو حتى المولدات الأرضية، ولكن لازال البذر السحابي مثير للجدل إلى حد ما. لماذا يستخدام البذر السحابي؟ هناك الكثير من الأسباب لاستخدام البذر السحابي، على سبيل المثال منتجعات التزلج تستخدمه لزيادة تساقط الثلوج، وتفعل شركات الطاقة الكهرومائية أيضًا، لأن المزيد من الثلج يعني المزيد من الجريان السطحي في الربيع، ما يعني المزيد من المياه للكهرباء. ويمكن أن يؤدي استمطار السحب أيضًا إلى إزالة الضباب عن طريق تحويله إلى هطول، و يمكن أن يساعد ذلك في تحسين الرؤية حول المطارات، ففي ألبرتا يستخدم البذر السحابي لإدارة البرد، و يزيد من عدد حبيبات الجليد في السحب المنتجة للبَرَد، ولكنه يقلل أيضًا من حجم كل حبة، وهذا يقلل بالتبعية من الضرر الناجم عن البَرَد، بحسب موقع "تاكس توك ساينس". وذكر التقرير أنه من الصعب خلق السحب من الأساس، لأن البذر السحابي يمكنه فقط إضافة جزيئات إلى الغيوم، تتفاعل هذه الجسيمات مع بخار الماء الموجود بالفعل في الهواء، لذلك يصعب استغلالها في إطفاء الحرائق، ولكن الصين وروسيا وتايلاند نجحت في إخماد حرائق الغابات ببذر السحب في تجربة جديد، واقترح العلماء في أستراليا أيضًا استخدام البذر السحابي للحصول على المزيد من المياه من السحب عندما تمطر، ثم توفير تلك المياه في أوقات الجفاف. هل يوجد تأثيرات ضارة لهذه العملية؟ أثار بعض العلماء والناشطين البيئيين مخاوف بشأن استخدام المواد الكيميائية والأملاح التي قد تكون ضارة بالبيئة في تكوين السحب، لا تزال هناك شكوك حول ما إذا كان إنشاء هطول الأمطار الاصطناعي في منطقة واحدة سيؤثر على المناطق المجاورة أم لا، بحسب "إس إن بي سي" . وهناك أدلة على أن استمطار السحب يمكن أن تخلق زيادة بنسبة 10-15% في هطول الأمطار لكن البعض يجادل بأن هذه الميزة لا تفوق المخاطر المحتملة منها على السلامة العامة والبيئة، لأنيوديد الفضة، المادة المستخدمة، سامة للحياة المائية لذا فإن هطول الأمطار من السحب المصنّفة يمكن أن يضر بالبيئة. واستجابة لهذه المخاوف، اختبر العلماء البدائل غير السامة ليوديد الفضة، ووجدوا أن كلوريد الكالسيوم فعال ومن غير المحتمل أن تضر الجرعات المنخفضة منه بالبيئة، كما يبحث فيزيائيو السحب أيضًا عن إمكانية استخدام الأيونات السالبة الشحنة بدلا من البلورات الشبيهة بالجليد، بحسب "ليتس توك ساينس". ولكن هناك مخاطر أخرى محتملة لزيادة هطول الأمطار في منطقة معينة، حيث تتردد الأسئلة حول هل يمكن أن يتسبب البذر السحابي في الجفاف أو الفيضان، العلماء لا يعرفون كل الإجابات حتى الآن، وذلك يرجع لتعقيد أنظمة الطقس، ومن الأسباب التي أثارت هذه الشكوك في عام 1972، دمر فيضان سريع مدينة رابيد بولاية ساوث داكوتا الأمريكية، واشتبه الناس أن عمليات البذر السحابي القريبة قد تكون عاملا. كما تم استخدام تقنيات تعديل الطقس كأسلحة على سبيل المثال، وخلال حرب فيتنام أدارت الولاياتالمتحدة عملية بوباي واستخدمت تقنية تعديل الطقس لتمديد موسم الرياح الموسمية في فيتنام و أدى هذا إلى إغراق الطرق والأنهار التي تستخدمها القوات المعادية عادة، وفي عام 1977، حظرت معاهدة دولية استخدام تعديل الطقس للأغراض العسكرية وغيرها من الأغراض العدائية.