التاريخ يساند الأتزوري في ملحمة الحصول على اللقب.. ومنتخب الأسود الثلاثة يتسلح بالملعب والجمهور.. ستتجه أنظار عشاق كرة القدم على مستوى العالم إلى ملعب ويمبلي في التاسعة من مساء اليوم، حيث مباراة الحلم، نهائي كأس الأمم الأوروبية، والذي يجمع بين المنتخب الإيطالي، الباحث عن اللقب الثاني في البطولة بعد نسخة 1968، والمنتخب الإنجليزي صاحب الأرض والجمهور، والذي يبحث عن اللقب الأول في تاريخ المسابقة، واللقب العالمي الثاني بعد كأس العالم 1966. اليوم، وأمام أكثر من 65 ألف متفرج، يعود المنتخب الإنجليزي لخوض مباراة نهائية، هي الأولى هذه المرة على مستوى البطولة القارية في أوروبا، وعلى نفس الملعب الذي توج فيه قبل قرابة ال6 عقود بلقبه الوحيد. ولكن المنتخب الإنجليزي سيكون أمام مهمة صعبة وقوية أمام المنتخب الإيطالي «الأزوري» الذي أحرز لقبه الوحيد السابق في البطولة الأوروبية قبل 53 عاما، وأفضل المنتخبات في النسخة الحالية من البطولة. وتحلم إنجلترا بأكملها بفوز منتخب بلادها بلقب كأس أوروبا وإنهاء حالة الجدب التي امتدت لما يقرب من ستة عقود في البطولات الكبيرة. وتزداد صعوبة منتخب الأسود الثلاثة في مواجهة الأتزوري بقيادة المدرب روبرتو مانشيني، والذي قاد الفريق للحفاظ على سجله خاليا من الهزائم في آخر 33 مباراة على مدار نحو ثلاث سنوات. ليس هذا فحسب، بل يحظى الأزوري بدعم قوي من تاريخ مواجهاته أمام المنتخب الإنجليزي، حيث لم يسبق له أن خسر أمام منتخب الأسود الثلاثة في أي بطولة كبيرة، على الرغم من ندرتها، فقد تفوّقت إيطاليا بركلات الترجيح في ربع نهائي كأس أوروبا عام 2012، ثم جدّدت فوزها بعد سنتين في مونديال البرازيل 2014 بنتيجة 2-1 في الدور الأول، لكن المنتخبين فشلا في تخطي دور المجموعات حينها. وبشكل عام تميل كفة التاريخ نحو المنتخب الإيطالي، فمن أصل 27 مواجهة جمعت المنتخبين، حققت إيطاليا الفوز في 11 مباراة، فيما فازت إنجلترا في 8 مناسبات فقط، وحسم التعادل 8 مواجهات. رغم ذلك، تتفوق إنجلترا من ناحية الأهداف المسجلة في تلك المباريات، بواقع 33 هدفا، أكثر من إيطاليا بهدفين فقط. وتعود آخر مواجهة جمعت إيطالييا ضد إنجلترا إلى شهر مايو 2018، حينما التقيا في مباراة ودية بملعب ويمبلي أيضا، وانتهت بالتعادل بنتيجة 1-1، أما آخر مباراة رسمية جمعت إيطاليا ضد إنجلترا فتعود لكأس العالم 2014 بدور المجموعات، حيث حقق الآزوري حينها الفوز بنتيجة 2-1. ولكن المنتخب الإنجليزي لا يرغب في ترك الفرصة تضيع من يده هذه المرة بعد فوزه أخيرا على ألمانيا في بطولة كبيرة ، وذلك في دور ال16 للبطولة الحالية ، ثم إسقاط المنتخب الدنماركي صاحب الحماس الكبير في الدور قبل النهائي. وبدأت إنجلترا البطولة كأحد منتخبات عدة مرشحة لإحراز اللقب، واستفادت بشكل كبير من خوض جميع مبارياتها على أرضها (باستثناء واحدة ضد أوكرانيا وفازتها بنتيجة 4-0 في روما في ربع النهائي)، وستكون المباراة النهائية بالتالي السادسة من أصل 7 مباريات يخوضها منتخب الأسود الثلاثة على ملعب ويمبلي في لندن. ومن المتوقع أن يدخل المنتخب الإنجليزي مباراة اليوم بتشكيل مكون من: جوردان بيكفورد، لوك شاو، هاري ماجواير، جون ستونز، كايل والكر، فيليبس، ديكلان رايس، مايسون ماونت، رحيم ستيرلينج، بوكايو ساكا، هاري كين. في المقابل ستخوض إيطاليا مباراتها الثالثة في هذه البطولة على ملعب ويمبلي، بعد أن تغلبت بصعوبة على النمسا 2-1 بعد التمديد في ثمن النهائي، ثم على إسبانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي. غير أن اللعب في عقر دار المنتخب الإنجليزي لا يخيف قطب دفاع إيطاليا ليوناردو بونوتشي الذي قال «سنلعب في عقر دارهم، لكن ذلك لا يخيفنا». وحظي المنتخب الإيطالي بمؤازرة نحو 11 ألف متفرج خلال مباراته ضد إسبانيا، وذكرت تقارير محلية بأن حوالي 7500 من مشجعي إيطاليا سيتواجدون في المدرجات خلال المباراة النهائية. ويواجه المنتخب الإنجليزي دفاعا قويا وصلدا في الأزوري بقيادة المخضرم جورجيو كيلليني وليوناردو بونوتشي. ولكن الأزوري أظهر أيضا الكثير من التفوق في الناحية الهجومية، واجتاز الفريق دور المجموعات من خلال ثلاثة انتصارات ساحرة في روما قبل أن يواصل تقدمه في البطولة على حساب المنتخبين البلجيكي، المصنف الأول عالميا، والإسباني. ويتطلع المنتخب الإيطالي إلى إحراز لقبه الثاني في البطولة بعد عام 1968، علما بانه بلغ النهائي مرتين وخسر عام 2000 أمام فرنسا 1-2 بالهدف الذهبي، ثم أمام إسبانيا 0-4 عام 2012. وستخوض إيطاليا اليوم، النهائي العاشر لها في إحدى البطولات الكبرى علما بأنها توجت بطلة للعالم 4 مرات أعوام 1934 و1938 و1982 و2006 وخسرت النهائي مرتين عامي 1970 و1994. وكانت صدمة الفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا هي من جلبت مانشيني إلى مقعد المدير الفني للآزوري وغيرت حظوظ الفريق. ومن المتوقع أن يدخل المنتخب الإيطالي مباراة اليوم بتشكيل مكون من: جيانلويجي دوناروما، دي لورينزو، ليوناردو بونوتشي، جورجيو كيليني، إيميرسون، ماركو فيراتي، جورجينو ، نيكولو باريلا، لورينزو إنسيني ، تشيرو إيموبلي وفيدريكو كييزا. وأسند الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» القيادة التحكيمية في مباراة اليوم للهولندي بيورن كويبرس ، والتي لن تكون المباراة الأولى للحكم الهولندي بين المنتخبين العريقين. فقد سبق للحكم كويبرس إدراة مواجهة المنتخبين في كأس العالم بالبرازيل قبل 7 أعوام في المونديال، حينما فازت إيطاليا على إنجلترا بنتيجة 2-1 في الجولة الأولى من الدور الأول.