أكد سياسيون مصريون، أهمية الزيارة التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إلى العراق، والتي تعد الأولى لرئيس مصر منذ 30 عاما، واصفين إياها بالتاريخية، والتي تؤكد اهتمام مصر بتعزيز العلاقة التاريخية مع بغداد، فضلا عن أهمية آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، سياسيا واقتصاديا وتنمويا لشعوب الدول الثلاث والمنطقة العربية، باعتبارها نواة لتحالف عربي بات يطلق عليه "المشرق الجديد". وقال النائب الدكتور محمد منظور، عضو مجلس الشيوخ، ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، إن القمة الثلاثية "المصرية – الأردنية – العراقية" بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعاهل المملكة الأردنية الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والتي عقدت بالعاصمة العراقيةبغداد، اليوم الاثنين، أسهمت في دفع مسيرة التعاون والعمل العربي المُشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يضمن تحقيق المُنفعة العامة لمصلحة شعوب تلك الدول، ولشعوب دول المنطقة أيضًا. وأضاف منظور في بيان، أن القمة الثلاثية بحثت عددًا من الملفات الهامة أبرزها التنموية والاقتصادية والسياسية والأمنية، بالإضافة إلى بحث سبل وآليات مكافحة الإرهاب بتبادل المعلومات لمنع تسلل العناصر الإرهابية الإجرامية للدول العربية، فضلا عن استمرار التشاور والتنسيق حول قضايا المنطقة في ظل التطورات الدولية والإقليمية المُتلاحقة والتي تستلزم التعاون لمواجهة تلك التحديات في ظل تدخلات إقليمية مرفوضة تسعى لتهديد الأمن القومي العربي. وأكد أن إعلان الرئيس السيسي، وضع مصر إمكاناتها الطبية لدعم أشقائها لمواجهة الحالة الوبائية الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع تعكس مكانة مصر ومواقفها الثابتة بدعم الدول الشقيقة في أوقات الأزمات، مُشيرًا إلى أن زيارة الرئيس السيسي للعراق وهي الأولى لرئيس مصري منذ 30 عامًا، تؤكد قوة العلاقات التاريخية المُمتدة بين مصر والعراق. وأشار إلى أن إعلان الرئيس دعم مصر للحقوق المائية للعراق والأردن، وإعلان عاهل المملكة الأردنية الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، دعم بلادهم للحقوق المائية المصرية، يشير لاتفاق رؤى تلك الدول بأن الحقوق العربية المائية تعد مكونًا ركيزًا من مكونات الأمن القومي العربي بشكل عام والحفاظ على تلك الحقوق أمر مُقدس. زيارة تاريخية تؤكد استعادة دور مصر المحوري فيما أكد النائب محمد حمزة، عضو مجلس الشيوخ، وأمين شئون الصناعة والتجارة بحزب مستقبل وطن، أن زيارة الرئيس السيسي لبغداد في هذا التوقيت تاريخية، تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وحرص الدولة المصرية على تطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات والقطاعات، خاصة أن هناك روابط تاريخية بين البلدين، ويربط شعبيهما روابط ممتدة عبر العصور. وأضاف حمزة، في بيان له اليوم الأحد، أن الزيارة التاريخية تسهم في في دفع مسيرة التعاون والعمل العربي المُشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما يضمن تحقيق المُنفعة العامة لمصلحة شعوب تلك الدول، ولشعوب دول المنطقة أيضًا. وأكد أن الرئيس السيسي استعاد للدولة المصرية دورها المحوري والاستراتيجي المفقود لفترة في منطقة الشرق الأوسط، بل وفي العالم أجمع، وأصبح العالم كله ينظر للدولة المصرية برؤية مختلفة عن العصور السابقة، وأصبحت الدولة المصرية رمانة الميزان في المنطقة. وأشار إلى أن الرئيس السيسي يحاول مواجهة التحديات والظروف الراهنة بالمنطقة، بالتعاون بين جميع البلدان العربية وتطوير كافة العلاقات العربية والعلاقات البينية بين الأشقاء ويأتي هذا انعكاسًا حقيقيًا لدور مصر الريادي العربي والإقليمي في المنطقة. تداعيات إيجابية متوقعة وقال المستشار عصام هلال، عضو مجلس الشيوخ، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، إن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي استعادت دورها وريادتها من خلال توطيد علاقاتها مع دول الجوار القائمة على الاحترام المتبادل والخبرات المختلفة، وتقوية العلاقات والأواصر التاريخية؛ ما انعكس في حجم الصلة القوية التي ربطت مصر الآن بدول عدة، وأصبحت تتحكم في قلب المنطقة. وأكد هلال، في بيان اليوم، أن زيارة الرئيس السيسي، لدولة العراق سيكون لها تداعيات إيجابية كبيرة على مستوى البلدين، فضلا عن فتح آفاق استثمارية وسياسية واقتصادية وعسكرية. وحدة المصير.. ورسائل عديدة للخارج ويرى النائب مصطفى الكحيلي، عضو مجلس الشيوخ عن مستقبل وطن، أن زيارة الرئيس السيسي إلى العراق تحمل العديد من الرسائل للداخل والخارج، وتؤكد قوة العلاقات بين البلدين، ومدى حرص مصر على تطوير هذه العلاقات نحو وحدة المصير، وتلبية المصالح المشتركة. وأشار الكحيلي، في بيان له مساء اليوم الأحد، إلى أن الزيارة سيكون لها مردود سياسي على المستوى المحلي والإقليمي، ومردود اقتصادي مهم خصوصا التعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار. وأضاف أن زيارة السيسي كأول رئيس مصري يزور العراق منذ 30 عاما تقريبا، تحمل رسائل قوية ومهمة للغاية، أمنية واقتصادية وعربية، لما تتضمنه هذه الزيارة من تبادل واتفاقات وتفاهمات بين مصر والأردن والعراق. وقال إن مشروع محور المشرق العربي الجديد، هو أول نواة حقيقية للتحالف الاقتصادي العربي، لما يحققه هذا المشروع من أهداف أهمها بناء محور جيوسياسي مستقل في المنطقة، وشراكات اقتصادية وتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار، وتسهيل لنقل العمالة المصرية إلى البلدين العربيين. ترجمة حقيقة لدور مصر الريادي عربيا وإقليميا أما النائب حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، فقال إن مشاركة الرئيس السيسي، في القمة الثلاثية، ترجمة للجهود التي تبذلها القيادة السياسية من أجل ترسيخ مفهوم القومية العربية وبناء جسور الثقة بين البلدان العربية، والتعاون في مجالات تنموية متعددة لمواجهة التحديات وصناعة مستقبل أفضل للشعوب العربية. وأوضح أن هذه الزيارة التاريخية للرئيس إلى بغداد، تعكس عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين، لافتا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول المستضيفة لمؤتمر دول جوار العراق في شرم الشيخ في 2007، وكانت دائما بجوار العراق الشقيق في كافة محطاته التاريخية، واقتصاديا فإن حجم التبادل التجاري بين مصر والعراق في عام 2019 بلغ ما يقرب من 486 مليون دولار حيث بلغت الصادرات المصرية إلى العراق 479 مليون دولار، وبلغت الواردات المصرية من العراق 7 ملايين دولار. وتابع الجندي: "العلاقات "المصرية العراقية" تتطور إيجابيا من أجل مصلحة شعبي البلدين، حيث تولي الدولة المصرية أهمية كبيرة للعراق و أعلن الرئيس السيسي، صراحة أن مصر تدعم بغداد في محاربة الإرهاب، كما لم تمر مناسبة إلا وكانت مصر بجانب العراق الشقيق". إعادة بناء للعلاقات المصرية العربية فيما قال النائب علاء عابد ، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن مشاركة الرئيس السيسي، في القمة الثلاثية تؤكد مدى حرص مصر على تماسك الدول العربية، مضيفا أن الزيارة التاريخية بمثابة عودة للتلاحم العربي الذي افتقدناه على مدار سنوات عديدة، وتؤكد توجه الدولة نحو بناء علاقات متوازنة وقوية مع جميع دول المنطقة وفي مقدمتهم الدول العربية، قائمة على الاحترام المتبادل وتبادل الخبرات وتقوية العلاقات في كافة القطاعات. وأكد أن العلاقات المصرية العراقية ممتدة عبر التاريخ، وبين الشعبين روابط راسخة، واليوم القيادة السياسية تزيد من متانة وقوة هذه العلاقات التي تشهد نمو يوما تلو الأخر، خاصة وأن الدولة المصرية تولي القضية العراقية اهتماما كبيرا. وأشار إلى حرص الرئيس السيسي، على مد جسور الثقة بين مختلف الشعوب العربية، واستعادة القومية العربية لدورها المحوري في المنطقة، لاسيما في ظل العديد من التحديات التي تواجه المنطقة بالسنوات الأخيرة؛ ما يستوجب تضافر الجهود من أجل مواجهة هذه المؤامرات، وذلك في العديد من المجالات سواء الاقتصادية والاستثمار والتجارة وغيرها؛ ما يساهم في تعميق العلاقات بين مختلف الشعوب العربية.