قررت الوساطة الجنوبية رفع جلسات التفاوض المباشرة بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، وذلك لإجراء مزيدٍ من المشاورات بشأن القضايا الخلافية بين الطرفين. وقال رئيس لجنة الوساطة الجنوبية مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك، إن الوساطة ستقوم بإجراء اتصالات بين وفدي الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال لتقريب وجهات النظربهدف تهيئة الظروف لانطلاق جولة التفاوض القادمة. وأضاف قلواك أن الوفدين توصلا لتفاهمات كبيرة بشأن القضايا الخلافية، موضحاً إنه لم يتبق سوى أربع نقاط من تسعة عشر نقطة كان يجري التفاوض حولها، معرباً عن أمله أن تشهد جلسة التفاوض القادمة التوقيع على اتفاق السلام الشامل الذي يلبي كل طموحات أهل السودان. من جانبه، قال عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس وفد الحكومة المفاوض الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، إن جلسات التفاوض بين حكومة السودان والحركة الشعبية شمال كانت تسودها الروح الإيجابية والإرادة الحقيقية مكنت الطرفين من المُضي قدماً في مناقشة القضايا المتبقية والتي تباينت فيها الرؤى. وأضاف كباشي إنه بنفس الإرادة والرغبة في السلام فإن وفد الحكومة سيعود للجولة القادمة متى ما تهيأت الظروف لإستكمال ما تبقى من قضايا عالقة مع الحركة الشعبية شمال. وقدم كباشي الشكر لرئيس جمهورية جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، على رعايته لمفاوضات السلام في جوبا ولجهود لجنة الوساطة وكذلك للمنظمات الإقليمية والدولية لاسيما بعثة "اليونيتامس" برئاسة بيرتس فولكر والذي يقوم بدور مهم بإعتبار أن السلام هو أحد المحاور الإستراتيجية التي تعمل عليها البعثة في السودان كما عبر عن تقديره للدول الشقيقة التي حضرت جلسات التفاوض وحققت تقدم في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المتفاوضين. إلى ذلك، قال السكرتير العام للحركة الشعبية شمال عمار آمون، إن الإرادة والعزيمة التي توفرت لطرفي التفاوض نحو السلام مكنت الجانبين من الوصول لتفاهمات كبيرة بشأن القضايا الخلافيةن موضحاً أن الطرفين اتفقا على مسودة الاتفاق الإطاري بنسبة 75 إلي 80٪ ، وأضاف آمون أنه لم يتبق سوي نسبة 20٪ من القضايا والتي تحتاج لمزيد من التشاور خارج قاعة التفاوض. وأوضح أن أزمة مرت عليها 65 عاماً كان من الضروري أن تتطلب وقتاً لاسيما أن حلها يكمن في معالجة جذور الأزمة التاريخية، وأعرب عن شكره لوفد الحكومة على الإرادة والعزيمة التي تحلى بها تجاه قضايا إحلال السلام ، معرباً عن شكره أيضا لفريق الوساطة الجنوبية على جهوده المضنية في سبيل تحقيق السلام في السودان ، وقال إنه يأمل في أن ينهي منبر جوبا شبح الحروب الأهلية المتكررة في السودان، مؤكداً إلتزام الحركة الشعبية شمال بمنبر جوبا وإيمانها القوي في أنه سيفضي لتحقيق السلام الشامل والمستدام في البلاد. كما عبر عن شكره لرئيس جمهورية جنوب السودان على حرصه على استقرار السودان، ولفريق الوساطة الذي وفر كل الأجواء التي ساعدت في عملية التفاوض، ولدول الترويكا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ودولة تشاد على حضورها خلال هذه الجولة من المفاوضات. يذكر أن وفدي الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال وقعا على بيان ختامي لهذه الجولة وعلى وثيقة إطارية غير نهائية تتضمن نقاط الإتفاق والتباين بين الوفد الحكومي ووفد الحركة الشعبية شمال.