يواصل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري محادثاته في سوريا يوم الأحد بعد لقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات، جمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد في أجواء وصفت بالإيجابية والودية، فيما لوحظ أن دمشق، استقبلت الحريري استقبالاً رئاسياً، وكسرت المراسم أمام ضيفها. وجرى خلال اللقاء استعراض التطورات الإيجابية السائدة في لبنان وسوريا وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة حيث تم الاتفاق على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات وتعكس الروابط الأخوية التي تجمع شعبي سورية ولبنان وتاريخهما المشترك، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية سانا. وأكد الحريري تطلع حكومته إلى إقامة علاقات حقيقية واستراتيجية مع سورية تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين ومصالحهما وأن العلاقات الطيبة والمتميزة بين سوريا ولبنان تعزز موقف البلدين وقوتهما وتسهم بحماية لبنان والعروبة ووحدة الصف العربي في مواجهة السياسات الإسرائيلية المستمرة بانتهاكها للحقوق العربية. من جانبه، أكد الأسد أن بلاده كانت ولا تزال حريصة على إقامة أفضل العلاقات مع لبنان انطلاقا من قناعتها ومواقفها المبدئية التي تعتبر أن العلاقات المتميزة والإستراتيجية بين البلدين تحمي المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين والعرب جميعاً وأن أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سورية والعكس صحيح مشدداً على أن سورية لن تدخر أي جهد يسهم في توطيد علاقات البلدين ووحدة لبنان وتعزيز أمنه واستقراره. من جهتها، نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء عن بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية قولها إن جو اللقاء كان إيجابياً وودياً وقد نوقشت كل المواضيع المتعلقة بالبلدين، مشيرة إلى أن العلاقات ستنعكس إيجابا على علاقات عربية أخرى وعلى مستقبل العمل العربي المشترك. وكشفت بثينة أن الجانبين تطرقا إلى موضوع ترسيم الحدود، وأنه ستقام خطوات في الوقت المناسب وبالشكل المناسب، مشيرة إلى أن "الذيول قد بددت والضمانات هي إرادة الرئيس الأسد والرئيس الحريري" على حد قولها. ولوحظ أن الرئيس السوري كسر المراسم والبروتوكول واستقبل الحريري في قصر "تشرين"، باعتبار أن قصر الضيافة يقيم فيه الرؤساء والملوك، مضيفة: "والآن دعي الرئيس الحريري كرئيس للوزراء أن يقيم في قصر الضيافة، فهو حل ضيفا على الرئيس الأسد، وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة وخاصة".