ذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين اليوم الجمعة، إن الإتحاد الأوروبي يعتزم التبرع بمئة مليون جرعة على الأقل من لقاحات مضادة لفيروس كورونا للمبادرة العالمية لتقاسم اللقاحات "كوفاكس"، بحلول نهاية العام. وأعلنت فون دير لاين عن الخطوة في قمة الصحة العالمية، وهو اجتماع خاص على الإنترنت لمجموعة العشرين للاقتصادات الصناعية والناشئة، تنظمه المفوضية الأوروبية وإيطاليا. وبرنامج "كوفاكس" هو مبادرة تدعمها منظمة الصحة العالمية لتقديم لقاحات مضادة لفيروس كورونا لأكثر الاشخاص احتياجا في العالم، غير أنه تعرض لنقص الجرعات. وقالت فون دير لاين، اليوم، إن الإتحاد يعتزم إنفاق مليار يورو (21ر1 مليار دولار) لدعم بناء مصانع لإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في إفريقيا. وأظهرت أزمة فيروس كورونا أهمية التعاون الدولي في الكفاح ضد الجائحة، طبقا لما ذكره رئيس وزراء إيطاليا، ماريو دراجي في خطابه الافتتاحي. ويستضيف الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، التي تتولى حاليا رئاسة مجموعة العشرين القمة لتمكين المشاركين من تبادل الخبرات، خلال الجائحة. والهدف من الاجتماع على الإنترنت هو الاتفاق على "إعلان روما" ، الذي يحدد الخطوط الإرشادية لمنع أزمة صحية مستقبلية وضمان استعداد أفضل لتلك الحالات. ويحدد الإعلان 16 مبدأ وافقت عليها دول مجموعة العشرين، بما في ذلك التعهد بمزيد من التعاون وتوزيع أفضل للقاحات. وفي ضوء الخلاف بشأن التنازل عن براءات اختراع اللقاحات، قالت فون دير لاين إن الجائحة أظهرت مدى أهمية هذه الحقوق لتسريع الإنتاج، وقالت إن الاتحاد الأوروبي يخطط لتوضيح استخدام التراخيص خلال فترات الأزمات باقتراح منظمة التجارة العالمية. وأشارت فون دير لاين إلى أن اقتراح الاتحاد الأوروبي قد يكون نوعا من الحل الوسط، بعد أن ضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل التنازل عن هذه الحقوق، وهو أمر رفض الاتحاد الأوروبي أن يدعمه. ووفقا لبيان، تريد دول مجموعة العشرين أيضا إنشاء نظام إنذار مبكر لتبادل المعلومات حول الجوائح المحتملة في المستقبل، وشددت على أهمية وجود سلاسل توريد عالمية متاحة. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن التجربة أظهرت أن الجائحة لن تنته إلا عندما يحصل الجميع على اللقاحات. وعقب هذه المناسبة، قالت ميركل إن ألمانيا ستتبرع بعدد 30 مليون جرعة أخرى لبرنامج كوفاكس، طالما تمكنت البلاد من تأمين كل ما طلبته من لقاحات. وقالت إن ألمانيا ستقدم أيضا 100 مليون يورو أخرى إلى كوفاكس، ما يرفع إجمالي دعمها المالي للمساعدات المتعلقة باللقاحات إلى مليار يورو. خلال القمة، أشار الكثير من المتحدثين إلى إفريقيا، حيث تحرز حملة التطعيم هناك تقدما بطيئا، كما أن إمدادات اللقاحات ضئيلة، لأسباب ليس أقلها أن الدول الأعضاء في مجموعة العشرين قد حصلت على كميات كبيرة لها. من ناحية أخرى، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من الضرر الذي قد يسببه فيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة، داعيا إلى تحقيق مزيد من المساواة بشأن إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس والحصول على لقاحات. وقال إن "الجائحة لا تزال موجودة معنا إلى حد كبير، تزداد وتتحور. ومع اقتراب فصل الشتاء في جنوب الكرة الأرضية، أخشى أن الأسوأ لم يأت بعد". وتعهد العديد من الشركات المصنعة للقاحات المضادة لفيروس كورونا أيضا بتقديم أكثر من مليار جرعة إلى الدول المحتاجة بحلول نهاية العام ، بما في ذلك فايزر/ بيونتك (حوالي مليار جرعة)، ومودرنا (حوالي 95 مليون جرعة) وجونسون آنند جونسون (حوالي 200 مليون جرعة). ومن المقرر أن تبدأ عمليات التسليم للدول النامية والصاعدة في النصف الثاني من العام. ومن المقرر أيضا توفير أكثر من مليار جرعة في عام 2022. ووفقا للخطة، لن تدفع الدول الأكثر فقرا سوى تكلفة التصنيع، بينما سيتم وضع سعر أقل للدول النامية.