قبل يومين من نهاية الدور الأول، كالعادة ينهى الأهلى وهو على صدارة جدول الدورى لكن العادة اختلفت فى هذا الموسم وهى احتلال الصدارة تحت قيادة وطنية خالصة برئاسة حسام البدرى المدير الفنى والذى لم يتوقع له الكثيرين المحافظة على مسيرة البطولات. خاصة بعد رحيل البرتغالى مانويل جوزيه إلى تدريب المنتخب الأنجولى الذى يخرج بين الحين والآخر بأنه قد يعود للأهلى بيته فى أى وقت من الأوقات المقبلة، على الرغم من أن الجميع يعلم بأنه ترك الفريق فى حالة يرثى لها. وبعد مرور الوقت وتجربة البدرى على مدى 15 مباراة مع الأهلى ومع عقد المقارنة بينه وبين البرتغالى مانويل جوزيه بوصفه أقرب المديرين الفنيين إلى الفريق قبل البدرى فسترجح كفة المدرب الوطنى على عكس ما يردد البعض بأن البدرى لن يستطيع تحقيق ما أنجزه المدير الفنى البرتغالى. فحسام البدرى «نجح خلال شهور قليلة فى إصلاح ما أفسده جوزيه على مدى السنوات الماضية». وهناك العديد من الأسباب التى تجعل البدرى فى المقدمة بعيدا عن رصيد البطولات والخبرة التدريبية التى يتمتع بها جوزيه. لغة الأرقام وبلغة الأرقام فحسام البدرى أنجز نفس المهمة التى كان يحققها جوزيه فى هذا التوقيت لكن مع اختلافات كثيرة فمن الناحية المادية فإن جوزيه ومعاونه فيدالجو مخطط الأحمال البدنية كانا يكلفان خزينة النادى شهريا ما لا يقل عن 600 ألف جنيه بينما لم يصل البدرى وجهازه إلى ثلث هذا المبلغ شهريا وهو ما تسبب فى توفير مبالغ كبيرة استخدمها النادى فى أشياء مهمة خاصة بعد ابتعاد الممول الرئيس ياسين منصور. الصفقات وفى المرتبة الثانية مع بداية كل فترة انتقالات سواء كانت صيفية أم شتوية نجد الأهلى يتعاقد مع أفضل العناصر فى الدورى العام بمبالغ خيالية ولا يستفيد منها مثل حسين ياسر المحمدى وأحمد حسن «دروجبا» وحسين على ورضا الويشى والتفريط فى حسن مصطفى مجانا والعديد من اللاعبين. يأتى ذلك فى الوقت الذى تعامل فيه البدرى مع الوضع القائم أمامه ولم يكلف خزينة النادى بلاعب لم يستفد منه فالأهلى تعاقد مع الليبيرى فرانسيس دى فوركى مهاجم الفريق بموافقة البدرى وهو الذى يستفيد به خلال المباريات بمعنى أنه لم يختر لاعبا لمجرد وجوده فى الفريق أو لحرمان نادٍ منافس من خدماته. 4 4 2 وبعيدا عن النواحى المادية نجح حسام البدرى فى تغيير طريقة اللعب من 235 إلى 244 خلال شهور قليلة وهى الطريقة التى حاول مديرون فنيون اجانب تطبيقها مع الأهلى خلال السنوات العشر الأخيرة وفيهم مانويل جوزيه لكنهم فشلو فى تطبيقها وسرعان ما عادو للطريقة الكلاسيكية. لكن البدرى تحدى نفسه قبل أن يتحدى الجميع وقرر خوض المغامرة ونجح فيها باقتدار، بل الأكثر من ذلك أنه بدأ تطبيق هذه الخطة أمام فرق كبيرة مثل برشلونة الإسبانى وسيلتيك الإسكتلندى وتلقى هزائم كبيرة لكنه لم يتراجع مثل سابقيه وخاض مباريات الدور الأول بنفس الطريقة. قطاع الناشئين وهناك أمر آخر بالغ الأهمية وهو إحياء قطاع الناشئين بعدما منح البدرى الأمل لهم فى إمكانية الاستمرار مع الفريق الأول فى حالة امتلاكهم المقاومات التى تؤهلهم لذلك ففى نفس التوقيت الذى كان يردد فيه مانويل جوزيه ان قطاع الناشئين بالأهلى لن يستطيع تقديم لاعب واحد إلى الفريق الأول الا بعد مرور عشر سنوات من التخطيط والدراسة. نجد نصف القوام الرئيسى للفريق مع البدرى مكون من أحمد عادل عبدالمنعم فى حراسة المرمى وعبدالله فاروق ومصطفى شبيطة وأحمد شكرى وشهاب أحمد، فى الوقت الذى لم يقدم فيه مانويل جوزيه لاعبا أساسيا سوى حسام عاشور. المباريات الكبرى وفى الوقت الذى تنبأ به الكثير بسقوط حسام البدرى فى المباريات الكبرى بدون محمد أبوتريكة وعماد متعب ومحمد بركات أمام نجوم الزمالك نجح حسام البدرى فى تخطى هذه المهمة الصعبة بمجموعة من الشباب وعدم الخسارة وأضاع لاعبوه العديد من الفرص لتحقيق المكسب وهو ما واجهه خلال مباراة الإسماعيلى على أرضه لكنه نجح فى إحراجه بنفس المجموعة. صناعة النجم وبالنظر لتاريخ مانويل جوزيه مع الأهلى فسنجد أنه لم يصنع نجما واحد محلى الصنع أى من ناشئين الأهلى بينما نجد البدرى فى الوقت الحالى يمنح الفرصة لأحمد شكرى حتى يتألق ويمنحه الفرصة الحقيقة ليكون نجما من صناعته، بينما عاد عبدالله فاروق ومصطفى شبيطة لمانويل جوزيه من إعارتهم الموسم الماضى واصطحبهم معه إلى معسكر الإعداد بألمانيا لكنه رفض إكمالهم المعسكر وأعادهم للقاهرة بسبب عدم اقتناعه بهم وطلب تجديد إعارتهم وجاء البدرى ليدفع بهم كأعمدة رئيسية فى فريقه.