نتداول في كثير من الأحيان لوحات فنية تنال الإعجاب أو تلفت الانتباه أو نرى فيها معنى يصل إلى قلوبنا ويدعوا عقلنا للتفكير، وتعد المساحات الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي مكانا مناسبا لمشاركة هذه اللوحات، منا من يعلم مبدعها ومنا من يكتفي بالنظر لها أو الاحتفاظ بها على حسابه الشخصي أو على هاتفه، وفي هذه السلسلة نتعرف على بعض من اللوحات التشكيلية وصناعها. يطلق على هذه الصورة اسم "انطباع.. شروق الشمس"، هي واحدة من أشهر اللوحات الفرنسية على مستوى العالم، رسمت عام 1872، ويصور فيها الفنان الفرنسي كلود مونيه شروق الشمس على ميناء لوهافر، مسقط رأسه، في شمال غرب فرنسا، وتم الكشف عن اللوحة في باريس عام 1874، بحسب موقع "كلتشر تريب". يعد اسم كلود مونيه مرادف أساسًا للحركة الانطباعية الفرنسية، إلى جانب عدد من الفنانين الآخرين، مثل مانيه ورينوار وبيسارو، وكان في طليعة الحركة من الواقعية إلى الانطباعية، وترجع أهمية هذه اللوحة أنها هي الأولى التي أطلقت شرارة المدرسة الجديدة في الرسم، وقد استوحى اسمها من اسم اللوحة. كانت السمة الأكثر وضوحًا للمدرسة التي تنتمي لها هذه اللوحة، هي محاولة تسجيل الواقع المرئي بدقة وموضوعية من حيث التأثيرات العابرة للضوء واللون، رسم الحدث في لحظة رؤيته وفق مستويات الإضاءة الموجودة حينها، دون التركيز على الصرامة في إنتاج العمل الفني، وتم تقليل أهمية الموضوع التقليدي وتحول الانتباه إلى تلاعب الفنان بالألوان. حاول مونيه، ورسامي هذه المدرسة، إعادة إنتاج التأثيرات المتعددة والمتحركة لأشعة الشمس والظل والضوء المباشر والمنعكس الذي لاحظوه، ولإعادة إنتاج الانطباعات المرئية الفورية كما هو مسجل على شبكية العين، وخلت أعمالهم من استخدام الرمادي والأسود في الظلال باعتبارها غير دقيقة واستخدموا ألوانًا تكميلية بدلاً من ذلك، وبالتالي استحضار التدرج اللوني وتنوعات تدرج اللون الناتجة عن ضوء الشمس وانعكاساته، ونلاحظ كل هذه التفاصيل في لوحة "شروق الشمس". وفي عام 1874، أقامت المجموعة الفنية بقيادة مونيه عرضها الأول، بشكل مستقل عن الصالون الرسمي للأكاديمية الفرنسية، الذي رفض باستمرار معظم أعمالهم وكانت لوحة "انطباع.. شروق الشمس"، هي أساس المعرض، وأكسبهم الاسم في البداية "انطباعيون" من الصحفي لويس ليروي الذي كتب في المجلة الساخرة " لو شاريفاري"، وسرعان ما تبنى الفنانون الاسم باعتباره وصفيًا لنيتهم في نقل "الانطباعات" المرئية بدقة.