نظمت الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، أمس الأول، مظاهرة حاشدة احتفالا بذكرى انطلاق أول مظاهرة لها فى نفس التاريخ عام 2004، الأمر الذى يراه مراقبون وسياسيون عودة قوية للحركة تتزامن مع تصريحات الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة النووية، مؤخرا بشأن استعداده «المشروط» للترشح لمنصب رئيس الجمهورية. واعتبر النائب المستقل الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أن «تنظيم الحركة لهذه المظاهرة ظاهرة إيجابية تؤكد أنها تملك عددا من المطالب التى تسعى لتحقيقها». وقال زهران: «إن الخلافات التى خيمت على الحركة خلال فترة ما أمر طبيعى، لافتا إلى أن أى حركة تبدأ بقوة، وقد تواجه خلافات تتسبب فى إضعافها، ومن ثم تعود بقوة مرة أخرى». وأضاف: «كفاية لا تزال تستهوى قطاعات عريضة من الجماهير، وتتمتع بقبول النخب السياسية»، على حد تعبيره. وطالب زهران حركة كفاية، وغيرها من حركات الإصلاح السياسى باستغلال إعلان البرادعى عن استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية، المزمع تنظيمها عام 2011، للعودة بقوة للشارع، والمطالبة بتعديلات دستورية، حسب قوله. واتفق معه الدكتور محمد البلتاجى، عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب، الذى أكد أن الشروط التى طالب بها البرادعى مقابل الترشح لمنصب الرئيس، والتى طالما نادت بها قوى وأحزاب المعارضة، بمثابة فرصة تستوجب استغلالها. وأعرب البلتاجى عن أمله فى استعاده كفاية لقوتها، من خلال العودة للشارع مرة أخرى، مؤكدا أن الحركة لعبت دورا جيدا، على حد وصفه، وأنها رفعت سقف المطالبات بإصلاح سياسى حقيقى. وأوضح البلتاجى: «أنه كان من المقرر مشاركته فى المظاهرة باعتباره ممثلا لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن مشاركته فى أحد المؤتمرات خارج مصر فى نفس اليوم حالت دون ذلك». من جهته، اعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، المظاهرة بمثابة إحياء لدور الحركة، التى خيمت عليها الخلافات بعد وفاة الدكتور عبدالوهاب المسيرى. ودعا ربيع كوادر الحركة وقياداتها لرأب الصدع، وإنهاء الخلافات التى تسببت فى تفكك الحركة من الداخل، وتراجع دورها فى المطالبة بالإصلاح، حسب قوله.