«الغُميضة» وليد علاء الدين دار الشروق في «الغُميضة» ولد وبنت يَجدان نفسيهما على خشبة مسرح الحياة حيث الفُرجة والانتقاء والمشاركة، الفُرجة تحتاج إلى عينَينْ، والانتقاء يتطلب معرفة، والمشاركة لا تتم بلا مُصارحة ووضوح، شرطها البسيط: أن تتعامل وجهًا لوجه، وإلا تحولت الحياةُ إلى «غُميضة».. الفائز فيها هو القادر على الاختباء والتمويه وإجادة استخدام الأقنعة. فهل يلجأ كلٌّ منهما إلى قناع يختبئ خلفه؟ أم يختاران اللعب على نظافة، وجهًا لوجه؟ ♦ «بعد ما يناموا العيال» عمر طاهر دار الكرمة «أنا هنا لأنني لم أعرف مكانًا آخر يمكنني أن أختبئ فيه! بعد أن قتلتُ زوجتي هربتُ، قال أبي: «ستقضي عليك»، فقاطعته، وهربت معها إلى مدينتها البعيدة، وأعدنا تشغيل مطعم عائلتها القديم. كانت ماهرة في طهي الأسماك، وكنت ماهرًا في الحسابات، وتدليك ساقيها كل مساء بزيت اللافندر. كان رجال المدينة يلتفون حول موائد الطعام، يتغزلون في سيقانها اللامعة، فعلها أحدهم أمامي وقال: «نحسدك»، ثم رأيته من بعيد يحك ذراعه بها، وأزعجني أنها لم تغضب. قلت لها: «نترك المدينة». قالت وكان وجهها لئيمًا للمرَّة الأولى: «ليس حلًّا، ستظل المدينة تطاردك». ليلتها لم أنم حتى سكبت فوق ساقيها الزيت المغلي، كانت الصدمة قاتلة!». ♦ «كتاب الونس» حسام مصطفى إبراهيم دار تويا سنلتقي مرة أخرىَ في الحِياة.. لكن ستكونين أكثر هشاشةُ وأكونُ أكثر قوةً. ذلك أنني لَّما خرجتُ منك' وتأمَلتكِ من بعيد' أدركتُ أنني من صَنَع كل شيء: الشوق والحكايات والوَلَه والأساطيرَ والوعودَ والأغنيات وألوان قوس قزح' فيما كنتِ أنت ضيفَ شرفٍ طوال الوقت! بأطرافِ أطرافِ قلبك تتذوّقين' وبأطرافِ أطرافِ مشاعركِ تفكِّين خط الحُب' فيما انغرزتُ أنا فيكِ بلا نيةٍ في النجاةِ ولا بحثٍ عن مرسىَ.. فغرقتُ.لكنّ مَن غرِق في بحر الحب طَفا' ومن طفا غَرِق. ♦ صالة أورفانيللي أشرف العشماوى الدار المصرية اللبنانية يقدم المؤلف قصص أبطاله الثلاثة تحكي حياتهم لكنها تشكل فصول الحكاية الأكبر، حكاية صالة المزاد التي يقتحم بها المؤلف عالمًا روائيًا جديدًا، كاشفًا خباياه وكواليسه وطرق الخداع التي تُجرى فيه، ودور يهود مصر في السيطرة عليه منذ العهد الملكي حتى السبعينيات. تتشابك خيوط حكايات الأبطال وتتعقد علاقاتهم الإنسانية، ليجذب العشماوي أطرافها بسلاسة فتنساب لتحكي أدق تفاصيل النفوس وتصطدم بصراعات تُفضي لجرائم، وعندما تقترب الخيوط من نهاياتها ومع دَقة المزاد الثالثة الشهيرة التي تعلن موت رغبة وميلاد أخرى تتفجر المفاجآت لتتسع أذهاننا لتساؤلات بقدر ما تتفتح أعيننا على حقائق.. هل حياتنا تشبه المزاد؟ وماذا يتبقى من إنسانيتنا لو أصبح كل منا قطعة معروضة في صالة مزادات ينتظر دوره؟.