روى الكاتب والشاعر الفلسطيني مُريد البرغوثي، في كتابه «رأيت رام الله» لحظة ترحيله من القاهرة، وقصة إبعاده عن زوجته الأديبة الراحلة رضوى عاشور، وابنه تميم البرغوثي، وهي الرحلة التي امتدت إلى 17 عام لاحقة كما يسرد البرغوثي. وكتب مُريد في الفصل الذي حمل عنوان «الإقامة في الوقت» يقول: «كانوا ستة مخبرين في مباحث أمن الدولة. قلت لرضوى: جاؤوا». ويتابع «اقتادوني إلى دائرة الجوازات في مجمع التحرير، ثم أعادوني في المساء إلى البيت لإحضار حقيبة سفر وثمن تذكرة الطائرة، في الطريق إلى سجن ترحيلات الخليفة، كنت أنظر إلى شوارع القاهرة نظرة أخيرة، ماذا تحمل الأيام لهذا الطفل ذي الشهور الخامسة، ولرضوى ولي ولنا؟». ويكمل صاحب «الحب غابة أم حديقة»، «لم أقم بأي فعل لمعارضة الرئيس السادات لإسرائيل، كان ترحيلًا وقائيًا، ونتيجة وشاية، كما تبين بعد سنوات عديدة، لفقها زميل في اتحاد الكتاب الفلسطنيين! الحياة صعبة على التبسيط كما ترون!». وفي مقطع آخر يكمل الشاعر الراحل: «اختل ميزان الاحتياج دون إرادة أي منا، نحن الثلاثة نحتاج القرب ذاته، في الوقت ذاته، بالمقدار ذاته». ومريد البرغوثي، الذي رحل عن عالمنا مساء اليوم الأحد، كاتب وشاعر فلسطيني ولد في قرية دير غسانة قرب رام الله في الضفة الغربية تلقى تعليمه في مدرسة رام الله الثانوية، وسافر إلى مصر العام 1963 حيث التحق بجامعة القاهرة وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها العام 1967، وتزوج من الروائية الدكتورة رضوى عاشور. وصدر لمريد البرغوثي 12 ديواناً شعرياً، وكتابان نثريّان وهما "رأيت رام الله" و"وُلِدْتُ هُناك، وُلِدْتُ هُنا" صادران عن دار الشروق.