لم أجد تفسيرا مناسبا لتلك الدعوة التى قدمها الدكتور حسن راتب رئيس مجلس إدارة قناة المحور لرؤساء ومديرى القنوات الخاصة، وهل كان الهدف منها طرح فكرة إنشاء اتحاد للقنوات الخاصة؟، أم أنها وقفة لمراجعة الأوراق بعد أن شعر القائمون على الإعلام الخاص فى مصر بحالة من التخبط وعدم وضوح الرؤية فى ظل الأحداث الأخيرة؟ وأيا كانت الإجابة فالاجتماع قد شهد عدة مراجعات واعترافات أدلى بها أصحاب برامج التوك شو عن اهتمامهم بمجدهم الشخصى على حساب المشاهد، وأنهم ركضوا خلف الإثارة والسبق كثيرا على حساب المصلحة العامة، وإن كثيرا مما نشاهده على الشاشة يمثل ارتجالا للمذيعين الذين توحش بعضهم وتحولوا إلى قنوات فى شكل مذيع يمشى على قدمين، فهم من يضعون السياسات ويحددون مواقف مؤسساتهم الإعلامية من القضايا الوطنية المطروحة على الساحة، ويختارون الضيوف وفق أهوائهم وعلاقاتهم الخاص، ويحددون كل التفاصيل، بل ويتركون البرامج فى الوقت الذى يحددونه حتى لو كان على الهواء مباشرة أمام الجمهور. ولم يقف الإعلام الرياضى بعيدا عن مرمى النقد، والذى تم اتهامه بتدنى لغة حواره إلى أقصى مدى، وإفشائه ألفاظا وعبارات لا ترقى للغة الحوار بين أدنى الطبقات ثقافة، واجتمع الحاضرون على ضرورة مراجعة صلاحيات ونفوذ مقدمى البرامج، وأهمية وجود رقابة على الأداء الإعلامى بوجه عام، وتدريب كل من يتقرر ظهوره على الشاشة كمراسل أو مقدم برنامج حتى لا تكون المسألة سداح مداح لكل من لديه الرغبة فى الظهور تحت الأضواء، وكانت الفكرة المطروحة فى نهاية الاجتماع هى إيجاد مؤسسة للقيام بهذا الدور الرقابى، تلك المؤسسة التى تخيلها البعض رابطة للقنوات الخاصة، وسماها البعض الآخر اتحاد قنوات، والتى سيكون فى مقدمة أعمالها وضع بنود ميثاق الشرف الإعلامى، والضوابط التى ستحدد تصورات لشكل الهيكل الفنى والإدارى لكل قناة، بما ينعكس على الأداء على الشاشة المصرية، وهو ما سيتم مناقشته فى اجتماعات لاحقة، والى أن يتم تشكيل هذا الاتحاد يظل الحال على ما هو عليه، ويعد هذا الاجتماع مجرد فاصل، نواصل بعده عشوائية التناول لكل القضايا المهمة فى حياتنا.