عقد رؤساء مجالس إدارات القنوات الفضائية الخاصة، أمس الأول، اجتماعاً للنظر فى كيفية معالجة البرامج الرياضية فى هذه القنوات لأزمة مباراة مصر والجزائر الأخيرة فى مدينة أم درمان السودانية، وما شهدته من اعتداءات على الجماهير المصرية، وناقشوا دور بعض هذه البرامج فى إشعال هذه الأزمة وتقييمها سلبياً وإيجابياً، وذلك وسط دعوات بتأسيس قناة إخبارية مصرية خاصة لمواجهة القنوات العربية الأخرى التى اعتادت الهجوم على مصر. وخرج المشاركون بعدة قرارات بعد انتهاء الاجتماع الذى دعا له الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس إدارة قناة المحور، أبرزها: العمل على تأسيس رابطة أو اتحاد يجمع بين مختلف القنوات الخاصة فى مصر وتوحيد جهودها نحو تحقيق هدف قومى مثل تنمية سيناء أو جنوب الصعيد والحفاظ على كرامة المصريين فى الداخل والخارج وتشكيل مجلس تحرير فى كل محطة فضائية لوضع سياسة تحريرية واضحة لها، كما اتفقوا على عقد اجتماع آخر فى النصف الثانى من شهر ديسمبر المقبل لبلورة هذه الأفكار وتحويلها إلى خطة عمل. وشن المشاركون هجوماً شرساً على مقدمى بعض البرامج الرياضية فى هذه القنوات، وحملوهم مسؤولية إثارة وتأجيج الأزمة بين مصر والجزائر ووصفوهم بالجهل والسطحية والقصور فى المعلومات. وانتقد الدكتور أحمد بهجت، رئيس مجلس إدارة قناة دريم الفضائية، تجمع القنوات الفضائية المصرية للهجوم على الجزائر بسبب أزمة المباراة، داعياً إلى مناقشة قضية وطنية يتم الاتفاق عليها بين المشاركين والخروج بقرارات حولها، وقال: «علينا ألا نناقش مشكلة الكرة مرة أخرى، ولابد أن نخرج بشىء يخدم مجتمعنا من خلال هذا الاجتماع». واقترح بهجت أن يناقش المشاركون مشكلة قومية مثل تعمير سيناء أو تنمية الصعيد فى ظل تقصير الدولة فى مثل هذه القضايا. وانتقد الكاتب الصحفى سيد على البرامج الرياضية على القنوات الخاصة، وقال إنها لعبت دوراً أساسياً فى إشعال الأزمة، وأشار القعيد إلى غياب الدور الثقافى لمصر فى القنوات الخاصة معتبراً أن الثقافة هى «قوة مصر الناعمة»، لافتاً إلى أن تلاشى أدوار مصر الأخرى وغياب قيادة سياسية تفعل ما تريد، وبذلك لم يتبق لنا إلا الثقافة. وأضاف أن هناك تقارير أكدت أن الجانب الجزائرى أرسل 3000 رجل أمن وسط الجماهير لإيذاء المصريين، مشيراً إلى أنه كان أمامنا ثلاثة خيارات حتى نتحاشى هذه الأزمة وهى أن نطلب إقامة المباراة دون جمهور أو أن نبعث فئة مناظرة لهم أو لا نرسل الفئات الراقية لتشجيع المنتخب. وطلب بعض الإعلاميين المتواجدين من ملاك القنوات الفضائية الخاصة أن يشتركوا فى تأسيس قناة إخبارية مصرية لمواجهة القنوات العربية التى تتعمد الإساءة إلى مصر التى تجلى دورها وبرز بشكل كبير فى الأزمة الأخيرة مثل قناة الجزيرة، إلا أن أصحاب القنوات الخاصة أكدوا صعوبة تحقيق ذلك لأسباب سياسية. وقال الدكتور السيد البدوى، رئيس مجلس إدارة قناة «الحياة»: «هذه أمانى ليس من السهل تحقيقها» لافتاً إلى أنه وصله إنذار من وزارة الإعلام لأن قناة «الحياة» تناولت إحدى القضايا السياسية وأنه حينما أذاع حادثة قطار العياط على الهواء جاءه إنذار أيضاً. وأضاف «السياسة الإعلامية التى أرستها الحكومة هى المنافسة على «ماتش كورة» وواصل «نحن نتكلم عن إطار ممنوع علينا التحرك فيه». وأكد البدوى أن الديمقراطية لابد أن ترتكز على إعلام مستقل وقال «لا تحملونا ما لا نستطيع ولكن نحن نعمل فى حدود ما نطيقه». وكشف البدوى عن توجه جديد فى قناته الفضائية نحو المغرب العربى ودول حوض النيل والمنطقة العربية مشيراً إلى أنه إذا لم يكن لمصر دور فى هذه المناطق فسوف ينتهى دورنا مؤكداً أن قوة مصر فى العمق العربى. ومن ناحيته، أكد الدكتور حسن راتب، رئيس قناة المحور، أن هذا الاجتماع مع رؤساء القنوات الفضائية الخاصة سوف يتكرر بأشكال متعددة حتى يتم التوصل إلى صياغة للأفكار التى تم عرضها مشيراً إلى أن هذا الاجتماع لا فائدة من ورائه دون التوصل إلى نتائج، وقال «هنعمل عليها هوم ورك لإيجاد صيغة للعمل الجماعى فى مجال الميديا». واقترح راتب أن يكون الاجتماع المقبل فى نهاية شهر ديسمبر المقبل بهدف صياغة الأفكار التى تم طرحها وتحويلها إلى برامج عمل مؤكداً فى ذات الوقت «إن دور أصحاب القنوات الخاصة ليس بديلاً عن دور القيادة السياسية أو الإعلام الحكومى وإنما سنكون كجهة معاونة للرؤية الموجودة». ومن جهة أخرى، اضطر منظمو حفل فنى كان مقرراً له مساء أمس الأربعاء بنادى شباب الجزيرة لإلغائه الذى كان شعاره «كلمتين لمصر: بنحبك قوى» دون أسباب واضحة فيما أشار عدد منهم إلى تدخل أمنى لمنع إقامة الحفل أو تأجيله لوقت لاحق لكونه يقام على مقربة من السفارة الجزائرية بالقاهرة التى شهدت خلال الأيام الماضية محاولات للإضرار بها من مصريين غاضبين. وكان النجم عمر الشريف مثيراً للجدل كعادته حيث تحدث بعامية مصرية «هنسامح بعد ما تجف دموعنا وننسى جراحنا ليس الآن ولكن فيما بعد بعدما ننسى ما فعله فينا بعض من أهلها». وفاجأ الشريف الحضور قائلاً «حسن شحاتة ذكى ولئيم جداً لأنه عرف إن الجزائريين فى السودان يشترون مطاوى وسكاكين من بدرى فقال للاعبيه اوعوا تكسبوا ليدبحونا» مستدركاً «اوعى تزعل منى يا شحاتة أنا عارف إنك مش هتوافقنى على كلامى لكنها دعابة منى عشان ننسى الهزيمة ونفرح».