"القهوة بالنسبالي مش مشروب عادي لأ دي هي العيلة والذكريات والحكايات اللي بتخليني احس بالسعادة، هي حالة من الحب والاهتمام"، بهذه الكلمات لخص مهندس الطيران المدني وائل محمد، 34 عاما، علاقته بالقهوة التي تحولت لحالة عشق غير منتهي. يقول وائل، إن بداية شغفه بالقهوة بدأت منذ 15 عاما، فكان يهتم بتفاصيلها ويتذوق مذاقها الخاص في صغره: "وقت المذاكرة مكنتش بحب اشرب نسكافيه لاني مكنتش بحسه قهوة حقيقية عشان كده كنت بشرب قهوة". قرأ وائل 75 كتابا في القهوة، بعدما قرر دراستها: "بدأت اذاكر و اخد كورسات من اماكن محترمة في المجال ومتابعة وقراءة كل الجديد في مجال القهوة سواء عن نوع الحبوب، وعن طريقة تحميصها للحصول على اعلى طعم". يضيف وائل ل"الشروق"، أنه قرأ الكتب إلكترونيا لأنها غير موجودة في مصر: "الموضوع هنا بيمارس على أساس الخبرة وليس العلم". وتابع أنه في كل مرة كان يقرأ فيها الكتب كانت تغمره حالة من الأنبهار والمتعة: "القهوة نبتة عظيمة فيها أكثر من 1000 عنصر إحنا منعرفش منها غير عناصر قليلة فقط". بداية لمشروع كان وائل دائم التفكير والبحث عن مصدر يبيع القهوة الأصلية الغالية بسعر مقبول، لأنه لم يجد قهوة بجودة عالية سوى الموجودة في الاسواق التي تغمرها التحويجة لسد خلل الجودة. ومن هنا بدأ وائل في إنشاء مشروعه الخاص" كوفيلادنسيا"، لتحميص وبيع القهوة، لكنه صُدم بأن الموردين في مصر يستخدمون أنواعا عادية تقل جودتها عن الأصلية المباعة في الخارج، فقرر السفر لزيارة بعض مزارع إنتاج القهوة حول العالم، بينهما مزارع القهوة في بالي بإندونيسيا، ومن ناحية أخرى حتى يتمكن من تقديم أطعمة مختلفة للقهوة تناسب اختلاف أذواق زبائنه. أحضر وائل بعض أنواع القهوة الأصلية، مثل الجواتيمالية والكوستاريكية والكولومبية والكينية والتنزانية، وقام بتحميصها في المنزل، لكنه اكتشفت أن التحميص عمل كبير، فبدأ في التواصل مع مؤسسات صناعة القهوة في العالم وحصل على كورسات تعليمية حتى أجاد الأمر. نكهات مختلفة يقول وائل: "بحاول أعمل نكهات عالية وطبيعة، وغير مصنعة بحيث إلى يشرب القهوة يستمتع بيها، يعني مثلا ممكن اجيب شيكولاته خامتها عالية وسعرها عالي في مقابل أن الزبون يشرب منتج كويس". طور وائل بمساعدة زوجته، بعض التكهنات مثل القهوة بالقرفة، والقهوة بالشيمولاته السوداء، وصنع القهوة الفرنسية بلبن منزوع الدسم جودته عالية جدا ليعطي الطعم الحقيقي، ونفس الحال في قهوة الشيكولاته والقرفة، بالإضافة لإدراج نكهة فواكه مجففة. الآن يدير وائل مشروعه الخاص، ويبيع القهوة الأصلية عالية الجودة بطريقة إلكترونية، بسبب ظروف فيروس كورونا: "بحاول توصيل القهوة الطازجة في خلال 3 أيام في الإسكندرية والقاهرة والجيزة، لكن المدة تطول لمحافظات الدلتا والصعيد بسبب التعاون مع شركات الشحن". رسومات يدوية على المنتج يقول وائل إن زوجته رنا الشاعر مهندسة، خريجة كلية الفنون الجميلة، تدير فريق من الرسامين للرسم على أكياس القهوة: "كانت فكرتها من الأساس، وعلى الرغم من أنها ملكفة، الا ان العملاء انبسطوا بيها جدا وعملت طابع خاص للمنتج". أشار وائل إلى أنه عمل كمهندس طيران مع صناعة اقهوة وبيعها هو عمل شاق، لكن مع التنظيم وترتيب الأفكار والوقت، أصبح الأمر سهلا، على الرغم كونه يظل مرهقا بسبب المتابعات مع شركات الشحن التي تؤخر التسليم للعملاء. منتج جديد "شاي منكه" لفت وائل إلى أنه يفضل الشاي بعد القهوة، وأنه الآن يدرس خطة جديدة لإدراج الشاي المنكه في مشروعه، ويبحث عن مورديه كي يفهم الأنواع. أخيرا يقول وائل أن رسالته هي تعليم الناس صناعة القهوة، وأنواعها، لذا انشاء صفحة لمشروعه "كوفيلادنسيا" على فيسبوك للكتابة عن كيفية صناعة القهوة، وأنه يطمح بإدراج مشروعه للقهوة الأصلية ضمن أكبر الماركات العالمية، التي تقدم القهوة بإتقان وحب.