يواجه الأشخاص يوميًا مشاكل وصعوبات في الحياة، تجعلهم في حاجة إلى اتخاذ العديد من القرارات كبيرة كانت أو صغيرة، ولذلك سعى الباحثون لاكتشاف أكثر العوامل التي تساعد على تحسين عملية اتخاذ القرار، ووجدوا أن شرب الماء الكافي يحسن من الذاكرة والتركيز والإدراك لدى الإنسان. ومن المعروف أن الماء هو أكبر مركب أساسي على كوكب الأرض، وليس سرا أن جميع الكائنات الحية تتطلب الماء من أجل البقاء، إذ يتكون جسم الإنسان من حوالي 70 %من الماء، وشرب ما يكفي من المياه الصالحة للشرب يوميًا يساعد في تعزيز الصحة الجسدية والعقلية، وبالتالي يساهم في تحسين عملية اتخاذ القرار. ووفقا لموقع «فسيولوجي توداي»، أجرى الباحثون دراسة حديثة على مشاركين بالغين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، وخضعوا لاختبارات على أدائهم المعرفي بعد صيام الليلة السابقة، وأظهر أولئك الذين شربوا 500 مل من الماء قبل الاختبار لاحقًا أداءً محسنًا في مهام قياس الانعكاس المعرفي في الحكم واتخاذ القرار. وتشير الأبحاث، إلى أن ما يقرب من 80% من الأفراد لا يشربون كمية كافية من الماء، كما أن أحد الآثار الخفيفة للجفاف هو احتمال تثبيط تدفق الدم إلى الدماغ، ويعتبر التدفق السليم للدم إلى الدماغ أمر مهم للوظيفة الإدراكية الصحية. وقد ثبت أن الجفاف يزيد من إفراز هرمون التوتر «الكورتيزول»، وارتبطت مستويات الكورتيزول المرتفعة بضعف الوظيفة الإدراكية وصعوبات اتخاذ القرار، وذلك وفقا لما أظهرته الدراسة التي أجريت عام 2018، إذ خضع 56 مشاركا لاختبارات تأثير نقص شرب المياه، وكانت النتائج أنهم أبلغوا عن المزيد من الحالة المزاجية السلبية، واتخذوا خيارات أقل فائدة في مهمة اتخاذ القرار، وبذلك وجد الباحثون أن الترطيب الكافي يساعد في تحقيق ذروة الأداء الإدراكي. وأوضحت الدراسة، أن هناك العديد من الآثار السلبية التي قد تحدث بسبب الإفراط في شرب المياه بشكل غير سليم، اذ أنه يتسبب في عدم توازن مستويات الإلكتروليت في الجسم مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الصوديوم بشكل كبير، وبدون الصوديوم، لا يستطيع دماغ الإنسان بدء النبضات الكهربائية، حيث تتطلب الخلايا العصبية الخاصة بالإنسان للاتصال السليم، وبدون التواصل المناسب، سيضعف اتخاذ القرار والحكم. ويؤكد الخبراء، أن التأكد من حصولنا على الماء بشكل صحيح يساعد في تحسين الأداء الإدراكي واتخاذ القرار، ومن المهم ملاحظة أن كمية الماء المناسبة قد تختلف من فرد لآخر، اذ يؤثر العمر والنشاط البدني والعوامل الصحية على المقدار الذي يجب أن يستهلكه الشخص. وينصح الباحثون بضرورة تقييم حالة الترطيب الخاصة بالشخص باستمرار للتأكد من حصوله على مستويات السوائل المناسبة، وبالتالي اذا تم اعداد روتين خاص بمعدلات شرب المياه في الحياة اليومية، فيمكن بذلك تحسين احتمالية تحقيق الأهداف المائية، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات حياتية أفضل.