يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي، اليوم الاثنين، بحسب ما هو منصوص عليه في الدستور الأمريكي؛ للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة، في خطوة تهدف لإضفاء الصفة الرسمية على نتائج التصويت الشعبي في 3 نوفمبر الماضى التى أظهرت فوز جو بايدن ب306 أصوات في المجمع الانتخابي، بينما حصل ترامب على 232 صوتا فقط. وينص الدستور على أن يجتمع أعضاء هذه الهيئة في أول يوم اثنين بعد ثاني يوم أربعاء من شهر ديسمبر، لاختيار الرئيس الأمريكي الجديد، ويحتاج مرشحو الرئاسة إلى الفوز ب270 صوتا من إجمالي أصوات المجمع الانتخابية (535 صوتا)، لضمان الوصول إلى البيت الأبيض، وفقا لقناة "الحرة" الأمريكية. ويمكن أن تتجاوز الأصوات الشعبية التي يفوز بها مرشح رئاسي، الأصوات داخل المجمع الانتخابي. وقد وصل 5 رؤساء أمريكيين إلى البيت الأبيض رغم عدم فوزهم بالأصوات الشعبية، بينهم الرئيسان الجمهوريان دونالد ترامب وجوج بوش الابن. لكن هذه العملية الدستورية مختلفة هذا العام بالنظر إلى عدم اعتراف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، ب"الهزيمة" في الانتخابات، ومواصلته التشكيك في نزاهة الانتخابات، حيث نشر أمس الأول تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" قال فيها إن "هذه الانتخابات الأكثر فسادًا في تاريخ الولاياتالمتحدة!"، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية. وطعنت حملة ترامب في النتائج، لكن محاكم أمريكية أسقطت أغلب الشكاوى التي قدمتها حملة ترامب، ورفضت المحكمة العليا دعوى قضائية رفعتها ولاية تكساس بدعم من ترامب سعيا لإلغاء نتائج الانتخابات في 4 ولايات. ويعكس عدد أعضاء المجمع الانتخابية من كل ولاية، عدد المشرعين ممن يمثلونها في مجلس النواب الذي يضم 435 عضوا، إلى جانب العضوين اللذين يمثلانها في مجلس الشيوخ وعددهم 100 عضو. ولدى العاصمة واشنطن، التي لا تمثيل لها في الكونجرس، ثلاثة أعضاء في المجمع الانتخابي. وتختار الأحزاب السياسية في الولايات مندوبيها، وعادة ما يكونون من النشطاء السياسيين والمانحين والأشخاص الذين تربطهم علاقات وثيقة بالمرشحين، ما يعني أنهم في الغالب سوف يصوتون للمرشح الذي تعهدوا بدعمه. وفي انتخابات الرئاسة عام 2016، خالف سبعة مندوبون هذه القاعدة، لكن تصويتهم لم يكن مؤثرا. وتطلب 33 ولاية، بالإضافة لمقاطعة كولومبيا (أي العاصمة واشنطن)، من المندوبين اختيار المرشح الحاصل على أغلبية الأصوات الشعبية، لكن 17 ولاية أخرى لا "تلزم" مندوبيها بذلك، ما يعني أنهم يستطيعون التصويت وفق قناعاتهم. وبعد التصويت، يتم الفرز ويوقع المندوبون على الشهادات التي تظهر نتائج التصويت. وتُرسل الشهادات إلى نائب الرئيس، مايك بنس، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، ومكتب السجل الفيدرالي، والأمناء العامين للولايات، ورؤساء قضاة محاكم المقاطعات. وسوف يترأس بنس جلسة مشتركة للكونجرس، في 6 يناير المقبل في مجلس النواب، ويقوم بفتح شهادات النتائج المرسلة، بالترتيب الأبجدي للولايات ويقدمها إلى 4 أشخاص يقوموا بعملية الفرز، اثنان من مجلس النواب واثنان من مجلس الشيوخ، الذين يقومون بفرز الأصوات، وعند حصول مرشح على أصوات 270 مندوبا يعلن بنس نتيجة المرشح الفائز.