قبل 33 يوما من تقاعد مرشد الإخوان الحالى محمد مهدى عاكف فى الأول من يناير المقبل، ازداد الصراع حدة بين التيار المحافظ والإصلاحيين داخل الجماعة حول الأسماء المرشحة لخلافته. وقال مراقبون إنه لأول مرة تمر الجماعة بمثل هذا الموقف إذ لا يزال الخلاف على تحديد اسم المرشد القادم للجماعة محتدما بين تيار المحافظين الذى يتزعمه الدكتور محمود عزت، أمين عام الجماعة، وتيار الإصلاحيين والذى يتزعمه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وجيل السبعينيات فى الجماعة. وفى الوقت الذى يرشح فيه البعض الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد باعتباره الأقرب للمنصب نظرا لطبيعة مهامه، يطرح آخرون اسم الدكتور محمد بديع مسئول ملف التربية فى الجماعة، وهو محسوب على تيار المحافظين، بعد أن أضيف له ملف الصعيد فى خطوة بدا أنها تمهيد لنقل الخيوط إلى يديه. وبين ضغوط المحافظين والمعتدلين يلوح فى الأفق اسم المهندس خيرت الشاطر، والذى كان سيصبح المرشد المنتظر لولا حكم المحكمة العسكرية الذى غيبه خلف قضبان السجن لمدة 5 سنوات قضى منها 3 ويتبقى منها اثنتان، وهو ما طرح فكرة وجود مرحلة انتقالية لحين خروجه. ويحظى بديع بدعم فريق المحافظين داخل الجماعة، وله تاريخ كبير فى الإخوان منذ انضمامه إليها فى العام 1959 على أيدى أحد الإخوان السوريين، وشهد منذ ذلك الحين ثلاث محاكمات عسكرية. ويلقى بديع أيضا قبولا كبيرا من أعضاء المكتب الذين يحاولون حسم الأمر بينه وبين حبيب، حيث يرون فيه المعبر عن التيار المحافظ، فى الوقت الذى يختلف عنهم برقته، وهو ما يرفع أسهمه فى هذه المنافسة ليكون مرشدا ظاهريا، بينما تدير مجموعة القطبيين الجماعة من الباطن. ويظهر فى الصورة الدكتور محمد حبيب الذى يرى فيه الكثير من أبناء الجماعة الأمل للانتقال بهم من مرحلة الجمود التنظيمى إلى مرحلة جديدة، فيها مساحة أكبر للآراء والمقترحات المواكبة للعصر واللعبة السياسية. ويحاول أبناء جيل السبعينيات، والذين يمثل أغلبهم ركائز تيار الإصلاحيين داخل الجماعة الآن، الالتفاف وراء حبيب للوصول به لكرسى المرشد، كما قال أحد قيادات هذا الجيل الذين يرون فى سيطرة مجموعة «القطبيين» رجوعا بالجماعة للوراء بعد العديد من المكاسب التى حققتها الجماعة فى السنوات الخمس الماضية على أرض الواقع. وبين حبيب وبديع تلوح صورة الشاطر فى الأفق، لا سيما وأنه كان من وجهة نظر قيادات الجماعة الأقرب لأن يكون المرشد الثامن للجماعة لولا ظروف المحاكمة العسكرية التى حكمت عليه بالسجن فى عام 2008. وبحسب العديد من المراقبين والمتابعين للجماعة، فإنه فى حالة تولى أى من الشخصيات الثلاث منصب المرشد سيعنى ذلك تغيرا ما فى إستراتيجية تعامل الجماعة مع الدولة. ويرى حسام تمام الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن تولى الدكتور محمد ربيع منصب المرشد سيعنى تقليل اهتمام الجماعة بالأطروحات السياسية فى مقابل التركيز على التماسك التنظيمى، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يجعل الجماعة تخسر التقدم الذى حدث فى عهد عاكف من تعميق للشكل السياسى للجماعة. ويرى رفيق حبيب المفكر القبطى، وأحد المتابعين للجماعة عن قرب ، أن الحضور الإعلامى للجماعة سيكون فى أعلى مستوياته فى حالة صعود حبيب لمنصب المرشد بينما ستشهد الجماعة حضورا متوازنا فى حالة وصول الشاطر، فى الوقت الذى ستحاول فيه الجماعة تقليل نسبة الحضور الإعلامى لأقل مستوى له فى حالة وصول بديع للمنصب.