طالب محتجون من القطاع الثقافي وأصحاب المهن الليلية في تونس، اليوم الاثنين، برفع حظر التجوال الليلي بسبب تكبدهم لخسائر مالية وفقدانهم لمهنهم. وفرقت الشرطة التونسية وقفة احتجاجية أمام مقر الحكومة في العاصمة شارك فيها فنانون وموسيقيون واستخدمت الغاز المسيل للدموع لفك اعتصام في طريق رئيسي أمام مقر وزارة الثقافة القريبة من مقر الحكومة. وشهدت مدن أخرى أيضا وقفات احتجاجية مماثلة من بينها مدينتا سوسة وصفاقس انضم إليها العاملون في مهن ليلية مثل الحراسة وعمال المقاهي والمطاعم. ورفع المحتجون شعارات من بينها "من حقي العيش" وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "سيب الليل" (اترك الليل). وقال عامل في مقهى وسط تجمع من المحتجين ليلا في مدينة سوسة "لا نريد منح من الحكومة ولا نريد ممارسة العنف. نريد أن نعمل. ارفعوا أيديكم عن الليل لم يعد بوسعنا العودة إلى المنازل بأيادي فارغة". وفرضت تونس منذ نحو شهر تدابير للحد من سرعة تفشي فيروس كورونا في الموجة الثانية من الوباء، بمنع كافة الفعاليات الثقافية والتجمعات وفرض قيود على الأنشطة التجارية للمقاهي والمطاعم، وحظر تجوال ليلي وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية. ومددت الحكومة التونسية أول أمس السبت هذه القرارات لثلاثة أسابيع إضافية ما أشعل الغضب في صفوف العاملين في الليل. وقال النقيب ماهر الهمامي عن نقابة المهن الموسيقية: "عندما تقطع الحكومة أرزاق الموسيقيين وعملهم في الليل فهل فكر رئيس الحكومة في كيفية عيشهم. هؤلاء لديهم أطفال وإيجار والتزامات". وتابع الهمامي قائلا: "الوضع لم يعد يطاق. الناس ليس لديهم ما يأكلون وقد بدأوا ببيع أدباشهم(أثاث المنزل)". ودفعت تدابير الحكومة المسارح ودور الثقافة والسينما إلى تعليق عروضها وأنشطتها. كما قررت وزارة الثقافة التونسية إلغاء المهرجانات الكبرى أو تأجيلها إلى العام المقبل. ولا يسمح للمطاعم والمقاهي بالعمل بعد الساعة الرابعة عصرا فيما يبدأ حظر التجوال الليلي من الساعة الثامنة ليلا وحتى الساعة الخامسة صباحا باستثناء عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) الذي يمثل ذروة النشاط التجاري لهذه الفضاءات حيث يبدأ سريان حظر التجوال الليلي عند السابعة مساء.