سجلت الليرة التركية خلال الأسبوع الماضي أفضل أسبوع لها منذ حوالي 20 عاما، ورغم ذلك فإنها لم تنجح في استعادة ثقة الكثيرين من الأتراك. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن خمسة تجارة عملة ومصرفيين أتراك القول إن طلب الشركات المحلية والأفراد على الدولار خلال الأسبوع الماضي لم يتراجع كثيرا، رغم ارتفاع سعر الليرة بأكثر من 10% أمام الدولار. وتوقف صعود سعر صرف الليرة التركية اليوم الاثنين حيث انخفض بنسبة 9ر0% إلى 7257ر7 ليرة لكل دولار. وقال التجار إنه في حين اتجه المستثمرون الأجانب نحو شراء الليرة في ظل مؤشرات على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يصر على معارضته لرفع سعر الفائدة التركية طويلا، اتجهت الشركات المحلية والأفراد إلى شراء الدولار للاستفادة من قوة الليرة أمامه. وقال أونور إلجين رئيس الخزينة في بنك إم.يو.إف.جي تركيا إن "المستثمرين المحليين لم يتخلوا عن ودائعهم بالعملة الصعبة في الأسبوع الماضي... على العكس فإنهم اشتروا تدريجيا الدولار بعد تراجع سعره إلى أقل من 8 ليرات". وارتفعت قيمة حسابات الإيداع بالعملات الأجنبية في البنوك التركية خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع الماضي بأكثر من 5ر1 مليار دولار بحسب بيانات هيئة الرقابة المصرفية. وبحسب بيانات البنك المركزي التركي فإن الشركات التركية لديها ديون بالعملة الأجنبية تستحق السداد خلال عام واحد أو أقل بقيمة 53 مليار دولار تقريبا. يذكر أن الليرة التركية تتراجع سنويا منذ 2012 هو ما شجع الأتراك على الاحتفاظ بمدخراتهم في صورة عملات أجنبية أو ذهب حتى عندما تتحسن قيمة العملة المحلية. ووصلت قيمة ودائع الأتراك بالعملات الأجنبية إلى 224 مليار دولار في نهاية الأسبوع المنتهي يوم 6 نوفمبر الحالي وفق بيانات البنك المركزي التركي وهو أعلى مستوى لهذه الودائع على الإطلاق. ومن المتوقع أن يعود البنك المركزي التركي إلى السياسات التقليدية برفع معدل الفائدة خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية برئاسة محافظة البنك المركزي الجديد الخميس القادم. وذكرت بلومبرج أن محللين استطلعت آراءهم توقعوا رفع معدل الفائدة الرئيسي ب 475 نقطة أساس إلى 15%.