عقدت الهيئة العربية للمسرح والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "أليكسو" اجتماعًا عبر تقنية التواصل الإلكتروني، حضره المدير العام الدكتور محمد ولد أعمر، رفقة الدكتورة حياة القرمازي مديرة الثقافة والدكتور أحمدو حبيبي الخبير في إدارة الثقافة، وعبد الهادي الغماري منسق المشاريع بإدارة الثقافة، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، رفقة غنام غنام مدير التكوين والتأهيل والمسرح المدرسي والحسن النفالي مدير إدارة المهرجانات وعبد الجبار خمران مدير التواصل والإعلام. تناول الطرفان في هذا اللقاء، الظروف الحرجة والاستثنائية التي يعيشها العمل الثقافي عامة والمسرحي خاصة في ظل جائحة كورونا، وكذلك ما يعصف في العالم من ظروف أخرى أكثر تعقيدًا، وكذلك سعي الجميع في سبيل العمل والتعاون من أجل تخطي ذلك والإسهام في دعم الفنانين المسرحيين في هذه الظروف بمجهودات مشتركة، الأمر الذي يؤكد أهمية التعاون والتنسيق بين منظمة "الأليكسو" والهيئة العربية للمسرح، وإيجاد سبل لتنفيذ مشاريع مشتركة وتحديد الأولويات للمرحلة القادمة. وأشار المدير العام للأليكسو د. محمد ولد أعمر إلى أن الاجتماع مع الهيئة يأتي من أجل المزيد من التنسيق والتكامل بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والهيئة العربية للمسرح، امتدادًا لما نصت عليه مذكرة التفاهم الموقعة بين الأليكسو والهيئة في 10 يونيو 2015 بتونس وتفعيل توصيات مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الواحدة والعشرين في يناير 2017 بالقاهرة واجتماعهم في اليكسو في أكتوبر 2018، التي نصت على تفعيل مشاريع "الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية" التي وضعتها الهيئة، لافتًا الانتباه إلى ضرورة الاستمرار في تفعيل "الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية" وتعميمها على كل الدول العربية، كذلك تعميم "استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي"، والعمل على اعتمادها من طرف اللجنة الدائمة للثقافة العربية تحضيرا لتقديمها لمجلس وزراء التربية والتعليم في الوطن العربي لاحقا. وأكد ولد أعمر هذه التوجهات بقوله: سنضع البرامج الكفيلة بتفعيل استراتيجيات عملنا في المسرح العربي على كافة الصعد وفي كل الدول. من جانبه أكد الأمين العام إسماعيل عبد الله أن الهيئة العربية للمسرح وبتوجيهات من رئيسها الأعلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، وضعت في نظامها الأساسي ارتباطها الوثيق بمنظمة (الأليكسو)، فالتعاون المثمر بين الهيئة وأليكسو انطلق من التأسيس، وسنحقق معًا خطوات مهمة لخدمة المسرح. وأشار إسماعيل عبد الله إلى ضرورة السير قدما والتعاون لتفعيل ما جاء في مذكرة التفاهم الموقعة بين المؤسستين، مؤكدًا أن المسرحيين العرب يعقدون آمالًا كبيرة وينتظرون من الهيئة والأليكسو ما يسهم في تحقيق هذه الآمال، من هنا تأتي أهمية تفعيل برامج"الاسترتيجية العربية للتنمية المسرحية" و"استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي". من ناحية ثانية، أكد المجتمعون على أهمية المسرح المدرسي كأساس للتنمية المسرحية عامة، واعتبروا أن "استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي"، التي تم إقرارها بحضور ممثلين عن 16 وزارة تربية وتعليم عربية في مايو 2015 بالشارقة، تتضمن قواعد علمية مستشرفة للمستقبل (2015م 2025م).. وحققت منجزات كبيرة، فقد أنجز خبراء الهيئة العربية للمسرح "منهاج المسرح المدرسي" من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر والذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة للمدرسة الإماراتية منذ 2018، كما أنجزت الهيئة تدريب ما يناهز 8000 معلم ومعلمة في مجموعة من الدول العربية. كما أكد المجتمعون على أهمية التدريب والتأهيل والذي عملت الهيئة العربية للمسرح على توجيه مشاريعه وورشه وأنشطته إلى الدول العربية الأكثر احتياجا لمشاريع التدريب المسرحي والتأهيل الفني والجمالي. وتم في الاجتماع استعراض لأنشطة الهيئة العربية للمسرح الإشعاعية، خاصة المرتبطة بمهرجان المسرح العربي وطبيعته المتنقلة بين الدول العربية والحضور القوي والفعال للمسرحيين العرب وما يحتويه ضمن فعالياته من مسارات للعروض المسرحية ومنها مسار جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي الذي صار جاذبًا لأهم العروض المسرحية العربية، كذلك المؤتمرات الفكرية والندوات الإعلامية والتطبيقية والورشات واللقاءات مع مؤسسات مسرحية ومنظمات ثقافية وتكريم العشرات من الشخصيات المؤثرة في المسرح العربي. ومن شأن تفعيل التعاون مع منظمة (الأليكسو) فتح أفق للعمل الإشعاعي المشترك. كما تم استعراض المهرجانات المسرحية الوطنية التي تنظمها الهيئة في تسع دول عربية، والتي تعتبر دعما كبيرا منها للحركة المسرحية في هذه الدول، وعن الطموح في أن تشمل خطط المستقبل النهوض بالمهرجانات الوطنية في كل الدول دون استثناء. وقد تم في نهاية الاجتماع الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لوضع خارطة طريق بغية تنفيذ مختلف البرامج الثقافية المشتركة بين المؤسستين.