نظم المجلس العربي للمياه (AWC) والأكاديمية العربية للمياه (AWA) جلسة فنية بعنوان "إدارة الفيضانات في أحواض الأنهار الدولية وسهول الفيضانات في المنطقة العربية"، بالتعاون مع مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (CEDARE)، ووزارة الموارد المائية والري، وجامعة الخرطوم -السودان، وذلك على هامش فعاليات أسبوع القاهرة الثالث للمياه. واستعرضت الجلسة الآثار المحتملة للفيضانات في أحواض الأنهار بشكل عام، مع التركيز بشكل خاص على حوض النيل الشرقي كدراسة حالة. كما سلطت الجلسة الضوء على احتياطات سلامة إدارة الفيضانات، وتأكيد تدابير الحماية الاستباقية بديلاً عن تدابير الحماية التفاعلية. وركز المحاضرون بشكل خاص على الدروس المستفادة من فيضانات عام 2020، التي غمرت مناطق واسعة من السودان هذا العام، كما ناقش المشاركون آليات وفرص الإدارة التعاونية للحماية من مخاطر الفيضانات في أحواض المياه العابرة للحدود. وأكد المشاركون دور الحكومات المحلية والمنظمات الدولية والإقليمية في تعزيز آليات إدارة الفيضانات بين البلدان المتشاطئة. وتحدث في الجلسة كل من محمود أبوزيد رئيس المجلس العربي للمياه، وخالد أبو زيد المدير الإقليمي لمنظمة سيداري، وعابدين صالح عضو المجلس العربي للمياه والخبير باليونيسكو، وصديق عيسى (اليونسكو)، ووليد عبدالرحمن نائب رئيس المجلس العربي للمياه، وحسين العطفي الأمين العام للمجلس العربي للمياه. وخلال مناقشاتهم، أكد المشاركون أهمية استيعاب الدروس المستفادة من فيضان السودان سبتمبر 2020 حتى نتفادها في المنطقة العربية، مع حسن إدارة المياه العابرة للحدود، التي وصفوها بحاضر ومستقبل الشعوب، مع ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية والقدرة على التنبؤ بالفيضانات وفترات الجفاف الشديد. كما أكدت الجلسة ضرورة مشاركة البيانات والمعلومات والتنسيق بين الدول لتقليل آثار الفيضانات، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة الشعبية لإدارة المياه في الأنهار العابرة للحدود، والشفافية. واستعرضت الجلسة تأثير الفيضانات على تصرفات النيلين الأزرق والأبيض وسيناريوهات تشغيل سد النهضة، حيث إن السيناريو الإثيوبي لتشغيل السد يزيد من حدة تأثير سنوات الجفاف، وطالب الحضور بالتوسع في دراسة التغييرات المناخية وتأثيرها على زيادة الفيضانات، حيث إن تأثير الجفاف قد يكون أكثر خطورة من تأثير الفيضانات. وأوضحوا أن فيضان السودان الأخير يعتبر أكبر كارثة مرت بها البلاد في العصر الحديث، ويفوق تأثير فيضانات 1946 و1988، وقد يكون فيضان الأمطار أكثر خطورة من فيضان الأنهار، ولابد من وجود أنظمة إنذار مبكر للتنبؤ بالفيضانات وحسن إدارتها، وأكدوا أن الفيضانات جزء من الكوارث الطبيعية لا يمكن منعها ولكن يمكن تقليل مخاطرها والاستفادة منها لسد النقص في المياه.