قال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن قضية تنظيم النسل كانت ولا تزال من قضايا الإسلام وليست معاصرة إنما هي قديمة، والإمام الغزالي تكلم عنها وعن قضية الحق في الإنجاب وهل هو حق للوالدين أم أنه حق لله عز وجل، والآيات القرآنية كان فيها ما ناقش ذلك. وأضاف النجار -خلال أولى حلقات منتدى الحوار الثقافى، بمقر أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين والتى تناقش القضية السكانية- أن الإمام الغزالي وجد أن الآيات التي تحدثت عن ذلك أشارت إلى أنه حق من حقوق الإنسان، وانتهى إلى أنه إذا كان حق للإنسان فله أن يحدد وفقا للمعطيات المجتمعية، وأن صاحب الحق يجب أن يكون كيسا في استعمال حقه. وأوضح: "كذلك مسألة العلاقة بين الأب والابن، الكثير يقولون أن للأب حقا على ابنه حتى لو تركه، ولكن القرآن جعل الحق تبادلا، والرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما معناه: (رحم الله والدا أعان ولده على طاعته)، ليس ذلك أن يعق الولد أباه إذا لم يحسن تربيته، وإنما على سبيل الثواب". وتابع: "إذا أنجبت أبناء ولم أستطع تربيتهم تربية سليمة وتوفير حياة كريمة لهم، إذا أنا أظلمهم وأظلم المجتمع، فكثرة النسل عبء ثقيل تتحمل ثمنه الدولة والأفراد جميعا من قلة الخدمات وتحويل الخدمات التي كانت مباحة مجانا لتقديمها بمقابل مادي". وزاد: "قضية تنظيم النسل على درجة كبيرة من الأهمية، وللأسف كان هناك تبريرات كثيرة وهزيلة منذ بداية توجه الدولة نحو مواجهة الزيادة السكانية ما تسبب في إعاقة خطة الدولة لمواجهة هذه الزيادة"، قائلاً: "أذكر أن البعض كان يقول ويعتقد بأن مواجهة الزيادة السكانية هي أجندات أجنبية، والبعض يقول الرزق على الله". واختتم عضو مجمع البحوث الإسلامية: "أكبر مشكلة تعوق تقدم هذا البلد هي الزيادة السكانية لذلك يجب أن نأخذ هذه المسألة مأخذ الجد"، داعيا الأئمة أن يضعوها في مقدمة خطابهم الديني.