دعت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ذات الميول المحافظة إدارة الرئيس باراك أوباما إلى فتح قنوات حوار مع الحركات السياسية الإسلامية، وخاصة الإخوان المسلمين فى مصر وحركة حماس فى الأراضى الفلسطينية. وقالت الصحيفة فى تحليل تحت عنوان «بداية جيدة لأوباما مع المسلمين لكن عليه عمل المزيد» إن أوباما إذا أراد أن يكون لحواره مع العالم الإسلامى الفاعلية المطلوبة عليه الحوار مع كل اللاعبين الرئيسيين على المسرح، وليس مع هؤلاء الذين توافق عليهم إسرائيل أو أنظمة الحكم العربية. وأضافت الصحيفة فى التحليل الذى كتبه لورانس بينتاك، مدير مركز كمال أدهم للصحافة والتدريب فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إنه إذا كانت الإدارة الأمريكية مستعدة للحوار مع حركة طالبان الأفغانية فلماذا لا تجلس مع حماس والإخوان المسلمين؟، مضيفة أنه لا سلام فى الأراضى الفلسطينية بدون حماس، ولا مستقبل لمصر بدون الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما وجه بالفعل مجموعة من الرسائل الإيجابية إلى العالم الإسلامى منذ خطاب تنصيبه، مرورا بإجراء أول مقابلة إعلامية له كرئيس للولايات المتحدة مع قناة تلفزيونية عربية، واختياره تركيا المسلمة كواحدة من أولى محطات جولاته الخارجية بعد زيارة كندا، ولكن مازال الشعور العام بالإحباط تجاه السياسة الخارجية الأمريكية قويا لدى المسلمين، وخاصة فى المنطقة العربية. ليس هذا فحسب، بل إن اختيار تركيا كأول محطة إسلامية للرئيس باراك أوباما تشير لدى المنطقة العربية إلى رغبة أمريكية لفصل علاقات واشنطن بالعالم الإسلامى عن علاقاتها بالعالم العربى، حسب بنتاك. ويشير فى هذا الصدد إلى نتائج استطلاع رأى أجرته مؤخرا جامعة مريلاند الأمريكية، حيث يرى حوالى نصف الإندونيسيين و80% من المصريين والأتراك أن السياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط ترمى إلى توسيع حدود إسرائيل، فى حين ترى أقلية محدودة من العرب والمسلمين أن الولاياتالمتحدة تؤيد قيام دولة فلسطينية. ليس هذا فحسب، بل إن جولة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى الشرق الأوسط والقبلة التى طبعها الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز ظهرت فى الصحافة المصرية باعتبارها رسالة أمريكية واضحة تقول إن كلينتون لن تكون سوى «صورة معدلة لكوندوليزا رايس»، حسب قول بنتاك، خاصة أنها لم تذكر خلال زيارتها أى شىء عما حدث فى غزة، ولا المستوطنات الإسرائيلية، ولا حقوق الإنسان فى مصر.