منع إليسا من دخول سوريا، وهيفاء من الغناء فى الجزائر، ونانسى من البحرين، وإيهاب توفيق من اليمن، وتامر حسنى من الكويت. واستجوابات أمام نصف البرلمانات العربية من الإخوان المسلمين، والمتشددين الإسلاميين. وغيرها من الأحداث الساخنة شهدنا خلال العامين الأخيرين، وهو الأمر الذى يؤكد أن الحفلات الغنائية فى الدول العربية والإسلامية سوف تشهد خلال الفترة المقبلة حالة من الجدل خاصة أن الشارع العربى نفسه بدأ ينحاز لمطالب الجماعات المتشددة بعد أن وجد أن هناك نوعا من الخلاعة بدأ ينتشر بين نجمات الغناء. وأن المنافسة أصبحت بينهن فى أمور غير فنية. وهى من يخلع أكثر يظهر فى الحفلات العامة أكثر، وبالتالى أعطوا الفرصة للمتشددين لكى يطالبوا بمنع الحفلات بشكل نهائى. مؤخرا، وقبل زيارة النجمة العالمية بيونسيه لمدينة مرسى علم لإقامة حفلها الأول فى مصر، وفى منطقة الشرق الأوسط، تم استقبالها بحملة شرسة ترفض وجودها، حيث أعلن أحد النواب الذين ينتمون لجماعة الإخوان، أن الحكومة تشجع الفسق والفجور، وتشجع شباب مصر على الفساد الأخلاقى، ورغم أن هذه الحملة لم تسفر عن شىء، والحفل أقيم فى موعده وسط إجراءات أمنية مشددة يتم اتخاذها فى مثل هذه الأمور حتى لا يحدث ما يعكر صفو الحدث، خاصة أنها نجمة عالمية، ووجود أى مشكلات سوف يبث على جميع الشاشات، ووكالات الأنباء. وإقامة الحفل فى بورتو غالب بمرسى علم سهل كثيرا من الأمور لكونها مدينة تقع فى قلب الصحراء على ساحل البحر الأحمر. وبالتالى فالسيطرة الأمنية ليست صعبة. ولم يكن طلب الإحاطة المقدم ضد بيونسيه هو الأول من نوعه أمام البرلمان المصرى، حيث سبق وقدم العديد من الاستجوابات ضد وجود هيفاء وهبى، ونانسى عجرم، ومروة الذى كاد حفلها العام قبل الماضى بالساحل الشمالى أن يتحول إلى مأساة بسبب تدافع الشباب نحوها لكن الله سلم. لكن أعضاء مجلس الشعب لم يتركوا الأمر يمر مرور الكرام وتقدم نواب منهم محسن راضى، ود.م جمال زهران، وصلاح الصايغ بطلبات للحكومة لمنع إقامة مثل هذه الحفلات على الشواطئ، ومحاسبة المسئولين عنها. وفى الجزائر الأمر ليس أقل سخونة مما يحدث فى مصر. العام الماضى طالب نائب بالبرلمان يدعى أحمد بن بوزيد بمنع هيفاء وهبى من الغناء فى بلاده. واستغل نواب بالبرلمان البحرينى طلبات منع هيفاء وهبى من الغناء فى مصر، والجزائر، وسوريا وطالبوا بمنعها من الدخول، والغناء فى أراضيهم، وكان وراء هذه الحملة كتلة أطلق عليها «الأصالة الإسلامية» وهى نفس الجماعة التى طالبت بمنع نانسى عجرم أيضا من الغناء فى البحرين. العام الماضى أيضا تم إلغاء حفل للمطرب إيهاب توفيق باليمن ضمن برنامج مهرجان صيف صنعاء السياحى، وذلك على خلفية منشورات جاء فيها: «إلى كل مسلم غيور على أعراض المسلمين، إلى كل الغيورين على الدين، وعلى حرمات المسلمين.. قاطعوا وأنكروا واحتسبوا على هذا المنكر الذى يقيمه...... فى أرضكم أرض الفقه، والإيمان، وأنكروا على كل من أعانه من هيئات وشركات حتى لا يحل علينا العذاب من السماء.. أين الدين.. أين الغيرة.. أين الغضب للأديان يا أهل الحكمة والأديان». هذه هى نظرة إحدى الجماعات اليمنية للغناء رغم أن إيهاب توفيق ليس سيدة أو فتاة، وفرقته لا يوجد بها عاريات. وفى الكويت أيضا الأمر مشتعل ضد الكثير من نجوم الغناء، وأشهر تلك المشكلات التى أثيرت هناك بسبب ما خلفه حفل تامر حسنى عندما صعدت فتاة لخشبة المسرح وقبلته، وهو ما جعل وزارتى الإعلام والداخلية وقتها تضغط من أجل إلغاء جزء كبير من الحفل. وبعدها تم اتخاذ إجراءات ضد تامر لكن سرعان ما تم تجاوز هذه الأزمة. وهناك أسماء أخرى منها راغب علامة لأسباب متعلقة بوجود فتيات ضمن فرقته، وهو ما اعتبرته العديد من الدول الخليجية وليس الكويت فقط نوعا من الخروج عن التقاليد، والعادات. وعلى مستوى الدول الإسلامية مثل ماليزيا التى منعت من قبل إقامة حفلات لشاكيرا، وبيونسيه وإن كانت سمحت لها بحفل يقام خلال الأيام المقبلة بعد أن حصلت على ضمانات من المنظم بضرورة ارتدائها ملابس غير مثيرة، وعدم السماح لها بعمل أى حركات إباحية على خشبة المسرح. كل هذه الوقائع وغيرها ربما تنذر بخطورة مستقبل الحفلات الغنائية ليس بالنسبة للنجمات فقط، ولكن للرجال أيضا خاصة الذين تعتمد جماهيرتهم على شريحة من المراهقين مثل هيفاء، وتامر، ونانسى فى ظل التكدس الجماهيرى الذى يحدث. ويأتى ذلك فى الوقت الذى بدأت تنشط فيه الجماعات الأصولية المتشددة، ومحاولة فرض نفوذها خاصة أنها تستخدم الدين، والعادات، والتقاليد من أجل الضغط على الحكومات لضرب هذه الحفلات.